مقالات

ملاذ الزعبي – ريم تركماني ؛ بورتريه

الدكتورة ريم..

تريد دوراً أكثر مما يريده طفل جائع في طابور لبيع الخبز.

 

ذات الرداء الأحمر، تسعى لعقد مصالحة بين ليلى والذئب والجدة والغابة أيضاً. صوت العقل، الجسر الذي يمشي عليه السوريون نحو المستقبل، أو السوريون هم الجسر الذي ستمشي عليه نحو المستقبل. ورشة سلم أهلي متنقلة، مؤتمر عدالة انتقالية في انعقاد دائم، جلسة وئام مستمرة، هدنة لا تنفض.

دكتورة، حمامة سلام، لم تكن متأكدة من هوية منفذ الهجوم الكيماوي على الغوطتين، قاتلت بالأظافر والأسنان في الإطلالات الإعلامية واللقاءات السياسية ضد أي ضربة تنفذ ضد مواقع عسكرية للنظام. لا تفكر بالاعتذار من أهالي الغوطة، تريد من السوريين أن يعتذروا منها.

تريد دوراً أكثر مما تريده ممثلة مسرحية أتاها عرض لبطولة تحلم بها.

الدكتورة ريم، تشتغل في السياسة وفق خبرتها في مغامرات أليس في بلاد العجائب، تعاني من عمى ألوان إقليمي، تصريحاتها مستوحاة من سلسلة أمثال من التراث، آراؤها الساذجة (أو غير الساذجة ربما) ترتدي لبوس البحث المنهجي. تُسمع الأوروبيين الكلام الذي يروقهم، أخطبوط العلاقات والإن جي أوز. النموذج الأمثل لما أسماه إدوارد سعيد: المُخبر المحلي.

دكتورة، لا تريد لأحد من الخارج أن يدلي بدلوه في حراك السويداء لأن أهل الجبل أدرى بشعابهم، هي معليش أن تحشر أنفها من لندن في ملفات الهدن والمصالحات من الغوطة إلى الوعر. أكاديمية، العوام ليسوا من مستواها، لذلك تفضل العمل مع د.نائل حريري.. ونجم مجزرة الحولة د.جهاد مقدسي.

تريد دوراً أكثر مما يصر الإيرانيون على دور للأسد في سورية المستقبل.

الدكتورة ريم في بحثها الدؤوب عن الدور لم تترك شغلة إلا واشتغلتها خلال الثورة (باستثناء العمل مع الثوار طبعاً): سياسة، مجتمع مدني، تحالفات، مقالات، عمل مستقل، أبحاث، وساطات، هدن والقادم أعظم.

دكتورة، إطلالاتها على بي بي سي العربية أكثر من إطلالات مقدمي نشرات الأخبار في المحطة، لم تشارك في أي تظاهرة أو نشاط احتجاجي سلمي ضد النظام السوري. تنسّق مع دي ميستورا من خلف الكواليس، لهثت لكي تشارك في موسكو2، تناضل كي تجلس على أي طاولة مفاوضات مقبلة كطرف ثالث. استراتيجيتها الفيسبوكية مؤخراً: الإكثار من المناشير ونثر اللايكات في كل مكان.

دكتورة، عوالم الفيزياء الفلكية لم تتح لها دوراً وبرستيجاً توفره لها الثورة السورية، مع ذلك التعالي على من قام بالثورة مطلوب. منشوراتها الفيسبوكية تلمس الإنسان لدى مجد نيازي. صديقة شخصية للشيخ معاذ حليف زهران علوش، اختلفت مع منى غانم حول منصب سيدة التيار الأولى.. خسرت الجولة لكن المعركة مستمرة.

المصدر : عنب بلدي 

زر الذهاب إلى الأعلى