مقالات

أونال تشيفكوز – كيف سيتم حماية وحدة الأراضي السورية من التقسيم ؟

ومع استمرار عملية جرابلس التي قامت بها تركيا بالإضافة إلى الجبهة الثانية التي فتحتها من منطقة تشوبان بي “الراعي” وصلت تركيا إلى هدفها بإقامة منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود السورية وهذا هو الشيء الذي كانت تدافع عنه تركيا منذ بدء المشكلة السورية.

 

وتعتبر هذه المنطقة كشريط سلامة لضمان وقف ضغط تدفق اللاجئين من سوريا نحو تركيا بالطبع إذا ما أمكن من تحويلها الى منطقة امنة.

وصلب الموضوع الان هو انه تم البدء بالحديث عن عمق المنطقة المعينة ومن الأكيد انه كسب منطقة عميقة سيزيد من الأمن التركي والعمق معناه ان يتم التقدم أكثر نحو الجنوب وعند حدوث ذلك سيتحقق ما يريده تنظيم داعش مما سيجعل من السهل استهداف قواتنا المسلحة فبعد ان تمت مهاجمة إحدى دبابتنا خلف الهجوم ورائه ثلاثة شهداء مع بعض من الجرحى.

خلال قمة العشرين التي عقدت في الصين وبالأخص في الاجتماعات التي عقدت مع الولايات المتحدة وروسيا تم وضع ما كانت تطلبه تركيا في السابق وبشكل دائم مرة أخرى على جدول الاعمال وهو إيجاد منطقة حظر طيران في المنطقة التي يتم التخلص فيها من داعش.

وبطبيعة الحال إن إنشاء منطقة حظر طيران يعد أهمية كبيرة لضمان سلامة المنطقة الامنة التي يتم تحريرها من داعش ولكن ضمان السلامة المنطقة مِمَن؟ فتنظيم داعش ليس لديه طائرات ليقوم بهجوم جوي.

لحماية القوات التي ستسيطر على المنطقة والتي تدعمها تركيا وبالأخص القوة العسكرية التي من المتوقع أن تكون مكونة من مختلف عناصر المعارضة بما في ذلك الجيش السوري الحر.

فإن إنشاء منطقة حظر طيران هو امر مهم بالنسبة للحفاظ على امن القوات المعارضة السورية فمع هذا ان منطقة حظر الطيران ستنظم الحركة الجوية للنظام السوري مما سيشكل عائق من القاء القنابل على عناصر المعارضة السورية من طائرات النظام وإصرار تركيا على ذلك يؤكد ان تركيا قلقة من ان يكون للنظام في دمشق نية لفعل شيء من هذا.

وشئنا ام أبينا فإن تركيا أصبحت وبقوة ضمن القضية السورية من بعد حملتها على الأراضي السورية وبطبيعة الحال فإن تركيا التي استضافت العديد من اللاجئين السوريين وكان العديد من مواطنيها ذو الأصول الكردية في المشكلة السورية سيؤدي في النهاية الى تدخلها في القضية السورية.

وكلما ازدادت المساحة التي يسيطر عليها عناصر المعارضة السورية المدعومين من تركيا سيزيد تهديد بقاء النظام السوري ايضاً .

وعند الوصول الى تلك المرحلة من الممكن ان تبدأ روسيا التي جعلت النظام في الوقت الحالي يلتزم الصمت حول التدخل التركي برد التفهم التي اظهرته نحو تركيا.

ويتم الحديث الآن في المدن و القرى انه من المفهوم ان القضية تدور حول أسماء مدن مثل حلب والباب و منبج وان هذه المدن لديها موقع استراتيجي في طرق النقل الهامة وفي الحقيقة ان السيطرة على هذه المناطق تعني السيطرة على كل المناطق المجاورة لها ومن هذه الناحية فإن تركيا قادرة على السيطرة على عناصر المعارضة التي تقوم بدعمهم وتركيا تهتم بالتدخل لمنع حدوث اشتباكات بين عناصر المعارضة التي تدعمهم و عناصر النظام السوري مما سيؤدي الى زيادة في ادراك النظام لخطر عناصر المعارضة المدعومة من تركيا وهذا سيجعل الخطة معقدة ففي الوقت الذي تحارب به تركيا تنظيم داعش ستجد نفسها في حرب مع النظام السوري.

وأصبح من الواضح ان مستقبل بنية الدولة السورية لن تكون عبارة عن وحدات مركزية فقد قسمت الجغرافية على أساس عرقي وطائفي الى مناطق تسيطر عليها عناصر مختلفة فقد سيطر النظام السوري في دمشق المدعوم من روسيا على المناطق الغربية في المساحة التي تصل الى البحر ولكن المنطقة المسيطر عليها ليست متصلة ببعضها ولا موحدة .

والمنطقة الواقعة بين حلب وحماة تحت سيطرة قوات المعارضة واستطاعت المعارضة السيطرة على بعض المناطق المحيطة بدمشق وهناك منطقة أخرى في الجنوب على حدود الأردن تسيطر عليها قوات المعارضة والدروز يسيطرون على منطقة في جوار درعا وهناك مناطق حول مدينة حمص يسيطر عليها قوات المعارضة ايضاً ومن المناطق التي يسيطر عليها قوات المعارضة ايضاً هي المنطقة عند الحدود التركية والتي تحوي الان على قابلية للتوسع بها ولكن لم يزل المدى الممكن التوسع بها مجهولاً الى الان

وفي الشمال السوري تسيطر القوات الكردية على إقليم روج افا وفي الوسط هناك مساحة تسيطر عليها عناصر تنظيم داعش ويقوم هذين التشكيلين بخلق السيطرة على منطقة موصولة ببعضها.

وفي المعركة ضد داعش يقوم كل من النظام والاكراد والمعارضة بمحاربتها في الوسط لكسب مناطق منها وضمها الى مناطق المسيطر عليها من قبلهم وفي اليوم الذي تكتمل به محاربة تنظيم داعش بنجاح سيتم الكشف عن الوضع الجديد الذي سيكون في سوريا .

والحقيقة انه إذا اريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية فيجب تشكيل وسيلة لصنع إدارة موحدة بين النظام والمعارضة والاكراد وليس هنالك الا هذا الحل.

وفي الوقت القريب ستصبح الطريقة التي تم العمل عليها للحفاظ على وحدة البلاد في العراق مقبولة ليتم تنفيذها في سوريا.

ومهما كان الوضع الذي سيكون عليه مستقبل سوريا من المهم جداً عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في العراق صحيح انه تم تقسيم البلد على أساس عرقي وطائفي ولكن يجب ان لا ينعكس هذا التقسيم المذهبي والطائفي على توزيع المناصب الإدارية في الدولة .

فبدلاً من تبادل النسبي بين أعضاء الحكومة يمكن تحويلها الى الية مراقبة التنفيذ داخل هيكلية فسيفسائية فعلى اقل تقدير لن يكون الوضع كما هو في العراق حيث يتم إضفاء الانقسامات العرقية والطائفية على الطابع المؤسسي

وتصور تركيا بالنسبة لمستقبل سوريا تحت ضوء هذا الواقع انها ستكون قادرة على منع وصول المشاكل التي ستحدث في سوريا والتي سيتم تحويلها الى مشاكل تركيا الداخلية .

المصدر : صحيفة حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى