طائفية طويلة الأمد، معتمداً بذلك على خداع أبناء الطائفة العلويّة، وبعض أنصاره من الدول الإقليمية، مثل تركيا والعراق والشيشان وبعض دول المغرب العربي، ناهيك عن حزب الله اللبناني في القلمون، وكذلك في بلدتي نبل وزهراء في ضواحي مدينة حلب، كل هذا بهدف قمع الثورة السورية التي قامت من أجل الحريّة والكرامة.
وأعلن نظام الملالي عن حمايته المزارات الدينية الشيعية، مثل مقام السيدة زينت في مدينة دمشق، في أول أيام الثورة السورية، حتى انكشف وجود أكبر لنظام الملالي في سورية، يتدخل في كل شاردة وواردة في حياة السوريين، وتمكن الثوّار السوريون من القبض على الإيرانيين، في مناطق تشهد صراعاً بين المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري، بينما كان الأخير يحاول أن يثبت، ولو على الأقل إعلامياً، أن هؤلاء الإيرانيين زوار في طريقهم إلى مقام السيدة زينب! على الرغم من تأكيدات الجيش السوري الحرّ أنه ضُبطَت في حوزتهم هويات إيرانيّة، تثبت انتماءهم للحرس الثوري الإيراني.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز إلى ما هو أبعد، من خلال وضع خطط استراتيجية لقمع الثورة السورية، وقتل النشطاء الثوريين تحت التعذيب في المعتقلات، بإشراف مباشر من ضباط الحرس الثوري الإيراني، ومشاركتهم في عدة جبهات ساخنة في مناطق مختلفة من سورية، تبدأ من بلدتي نبل والزهراء في حلب، مروراً بحمص والقلمون وريف دمشق، وصولاً إلى حوران في ريف درعا.
ولا بدّ من الإشارة، هنا، إلى أنه تم إعدام 13 ضابطاً سورياً من قوات النظام في بلدة الصنمين، في ريف درعا، على يد الحرس الثوري الإيراني، بتهمة تواصلهم مع الجيش السوري الحر، في وقت أكدت فيه المجالس العسكرية في الجبهة الجنوبية أنّ هؤلاء الضباط لم يكونوا على اتصال معهم، وأن إعدامهم تم بتهمة جاهزة.
وبذلك، تجاوز الحرس الثوري الإيراني الأعراف الإنسانية والدينية بحق السوريين، إلى نقطة لا تمكن العودة عنها، بعد أن تمكن من إحداث فتنة طائفية بين الشعب السوري، ما يصعب العيش المشترك في سورية الغد، وهذا ما يريده نظام الأسد والملالي فعلياً.
العربي الجديد _ وطن اف ام