مقالات

أحمد عدنان : بشار الأسد في المحكمة الدولية

في واحدة من أهم إنجازات العميد الشهيد وسام الحسن، تم توقيف السياسي اللبناني التابع لسوريا الأسد وحزب الله ميشال سماحة عام 2012 بتهمة نقل متفجرات من سـوريا وتدبير عمليات اغتيال ضد شخصيات دينية وسياسية منها: مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، مفتي عكار، النائبان الشماليان خالد الظاهر ومعين المرعبي، والبطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته الرعوية لعكار ذات الأغلبية السكانية السنية.

العملية التي نفذها الجهاز الأمني (فرع المعلومات) تمت بمهنية نموذجية ورفيعة نالت إشادة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير الداخلية ومروان شربل، في حينه، كما نالت الإشادة العربية والدولية، والأهم من ذلك، أن الأدلة الدامغة، من تسجيلات صوتية ومرئية، والعثور على أموال ومواد متفجرة، لم تترك مجالا لغير الاعتراف بالنسبة لسماحة، فالرجل ضبط متلبسا بتسليم شحنة من الأموال والمتفجرات لأحد العاملين في الشركات الأمنية لتنفيذ العمليات الإرهابية، ومن حسن الحظ أن الرجل المختار للتنفيذ قد أبلغ الجهات الأمنية عن المخطط بالكامل منذ البداية.

ما فعله ميشال سماحة لم يكن من عندياته، هو نفسه اعترف أنه ممثل الضابط السوري الرفيع والمقرب من بشار الأسد، علي مملوك، وبعلم رئيسه. اعترف سماحة بكل ذلك في التحقيقات، ثم عاد واعترف بكل التهم الموجهة إليه في المحكمة.

على الجهات اللبنانية أن تعتبر قضية سماحة بمثابة بلاغ جديد إلى المحكمة الدولية، فالمتفجرات التي هربها سماحة، استخدمت نوعيتها في اغتيالات سابقة بلبنان ضد ساسة ثورة الأرز المؤمنة باستقلال لبنان والمعادية لسوريا الأسد والجمهورية الإسلامية الإيرانية، هذا غير قرائن كثيرة لا يمكن إغفالها، كإتلاف الأدلة في قضية محاولة اغتيال مروان حمادة، إبان الوصاية السورية، وعلاقة تنظيم فتح الإسلام الإرهابي بالمخابرات السورية، وغير ذلك كثير.

ولا نغفل الشهادات الدامغة في المحكمة الدولية، من الرئيس فؤاد السنيورة والوزير مروان حمادة، وهي الشهادات التي تحدثت صراحة عن تهديد صريح من الرئيس البعثي بشار الأسد للرئيس الشهيد رفيق الحريري وللبنان.

لا يوجد أي تناقض بين الاتهام التقني لعناصر من حزب الله، وبين دور سوريا في الاغتيالات والتفجيرات التي استهدفت اللبنانيين قبل نحو عقد من الزمن ولم تتوقف، وفق القاعدة القانونية “مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعه”، والإرهاب لن يتوقف حتى تتم محاسبة الإرهابيين، آمرين أو مخططين أو منفذين أو متسترين.

إن قضية سماحة واحدة من الحجج التي يجب أن تخرس كل المطالبين بدعم الأسد بذريعة محاربة الإرهاب، فبشار الأسد هو الإرهابي الأول، تخيلوا الفتنة المسيحية السنية لو نجح مثلا مخطط اغتيال البطريرك في عكار، تأملوا تحقيق ديرشبيغل عن علاقة داعش بالأسد. ولا يحق ﻷحد، بعد اليوم، أن يزعم براءة بشار من أفعال شبيحته، اعتبروا، على الأقل، بما يفعله بالسوريين كل يوم منذ بدأت الثورة عليه. ولا تتوهموا بأن الأسد ليس طائفيا، فالتوجيهات الصادرة من دمشق لميشال سماحة تشدد على عدم الإضرار بالعلويين أو المساس بهم.

بشار الأسد بين نهايتين تليقان به: مدهوسا تحت أقدام الشعب السوري، أو ملعونا خلف قضبان المحكمة الدولية أبد الدهر.

العرب اللندنية _ وطن اف ام

زر الذهاب إلى الأعلى