نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية تقريرا حول موقف لحافلات نقل الركاب في حلب يقع على خط التماس بين المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، وتلك التي يسيطر عليها النظام.
ووصف التقرير حال الرجال القادمين من مناطق التنظيم بأنهم يدخنون السجائر باسترخاء غير خائفين من سياط الجلاد أو سيفه. أما النساء فيخلعن البرقع حال وصولهن إلى مناطق النظام، ويمشين مبتعدات عن المحرم الذي لا يستطعن الخروج بدونه في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
ويصف الموقف بأنه مكان عادي يفتقر لمقومات الحداثة والرفاهية، إلا أنه يقع في المنطقة التي سيطر عليها النظام. ورغم أن الواصلين إلى الموقف لا يمكن أن يعتبروا أحرارا بمعنى الكلمة، فإن الأمر نسبي إذا ما قورن بحياتهم في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وينقل التقرير عن أبو حامد أحد المسؤولين بالموقف قوله “إنهم يصلون إلى هنا والعرق يغطيهم وتسري الرعشة في أجسادهم. يأتون متلهفين إلى أبعد الحدود لتدخين سيجارة”.
وبعد أن عاش هذا البلد في أمان لعقود طويلة، تغير الحال في السنين الأخيرة -وفق التقرير- واجتاح العنف كل أرجائه لدرجة أنه لا تكاد توجد عائلة سورية لم تفقد عزيزا أو أكثر منذ بدء الأزمة.
ويستعرض التقرير تقطيع الأوصال الذي ابتليت به حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا، حيث تنقسم بشكل عام إلى قسمين أحدهما يسيطر عليه النظام وآخر يسيطر عليه الثوار. أما وسط المدينة التاريخي الذي أدرجته اليونسكو على لائحة التراث الإنساني فهو أيضا مقسم بين المجموعتين، وكذلك سوق المدينة العتيق.
ونتيجة لذلك، فإن المشوار الذي كان لا يستغرق سوى خمس دقائق على الأقدام أصبح اليوم يستلزم ركوب عدة حافلات، وقد تستغرق الرحلة 12 ساعة أو أكثر حيث تمر بعدة نقاط تفتيش تابعة للطرفين، وفي كل منها يتعين على الركاب الانتظار طويلا.
وتصف الصحيفة المسافرين بين قسمي المدينة بأنهم أعداد غفيرة حيث إن الخط الفاصل بين مناطق النظام والمعارضة قد فصلت ما بين المرء وعائلته أو عمله، لذلك فنادرا ما يكون هناك شخص لا يحتاج إلى التنقل بين قسمي المدينة.
وتفرض نقاط التفتيش التابعة للطرفين ضوابط أمنية متشددة، وفي المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتشددة يمنع على الرجال القادرين على حمل السلاح من المغادرة بدون سبب قاهر، وإذا ما غادروا يمنع أن يصطحبوا معهم جميع أفراد عائلاتهم لضمان عودتهم.
المصدر : لوس أنجلوس تايمز