استمر هبوط أغلب الأسواق العالمية اليوم رغم انتعاش مؤقت سجلته أمس عقب تخفيض بكين أسعار الفائدةغرد النص عبر تويتر والاحتياطي الإلزامي للبنوك في مسعى لحفز الاقتصاد الصيني المتباطئ ووقف نزيف مؤشرات الأسهم المحلية، وفتحت الأسواق الأوروبية اليوم على انخفاض بينما ختمت الأسهم الأميركية تداولاتها في الجلسة السابقة على انخفاض.
وهبطت مؤشرات الأسهم الأوروبية في مستهل التعاملات اليوم مقتفية أثر خسائر مماثلة في الأسواق الأخرى بسبب استمرار المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني، مع ضعف أداء أسهم البنوك وشركات التعدين، إذ انخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنسبة 2% تقريبا بعدما ارتفع أمس بنسبة 4.3%.
وتراجعت البورصة الألمانية (مؤشر داكس) بنسبة 1.6% ونظيرتها البريطانية (فايننشال تايمز 100) بنسبة 1.3% والبورصة الفرنسية (كاك 40) بنسبة 1.2%.
وكانت مؤشرات البورصات العالمية قد ارتفعت أمس لبعض الوقت بعد إعلان الصين خفض أسعار الفائدة، وخففت القيود على الإقراض المصرفي، غير أن العديد من المستثمرين قالوا إنهم لا يزالون قلقين من علامات على تباطؤ الاقتصاد الصيني، وعلى ضغوط انكماش الأسعار الناجمة عن خفض بكين قيمة عملتها (اليوان) في وقت سابق هذا الشهر.
بورصات آسيا
وفي آسيا، كانت أداء البورصات متباينا، إذ انخفضت بورصتا الصين في ختام تداولات اليوم بعد ارتفاع حاد لفترة وجيزة في منتصف التعاملات، وجاء الانخفاض بفعل موجة بيع جماعي لجني الأرباح. وقد فقدت سوق الأسهم الصينية قرابة 25% من قيمتها في أقل من أسبوع، وذلك نتيجة توالي بيانات ضعف ثاني أكبر اقتصادات العالم.
وأنهى مؤشر سي أس آي 300 لأسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن منخفضا بنسبة 0.3%، في حين تراجع مؤشر شنغهاي المجمع بنسبة 1.3%. بالمقابل ارتفعت بورصة اليابان بنسبة 3.2% بعد ستة أيام من الهبوط، كما صعدت مؤشرات بورصات أستراليا وكوريا الجنوبية.
من جانب آخر، تبخر الصعود القوي للأسهم الأميركية في بداية جلسة أمس لتنهي التداول على انخفاض، مع تغلب كفة المخاوف بشأن اقتصاد الصين على خفض الأخير نسبة الفائدة، وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي تعاملاته منخفضا 1.29%، كما هبط كل من مؤشر ستاندرد أند بورز500 الأوسع نطاقا بنسبة 1.35%، ومؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 0.44%.
معنويات المستثمرين
ويرى غراس تام المحلل الإستراتيجي للأسواق العالمية بمؤسسة جي. بي. مورغان لإدارة الأصول في هونغ كونغ أن الاتجاه العام لمعنويات المستثمرين في البورصات ما زال في وضع صعب، وما تزال هناك حاجة لبذل المزيد لاستعادة ثقة المستثمرين.
وكانت أسواق المال العالمية تعرضت لهزة قوية أول أمس سميت بالاثنين الأسود تجلت في هبوط قياسي لمؤشرات الأسهم وخسارتها نحو ثلاثة تريليونات دولار، وذلك نتيجة المخاوف من تعثر النمو الاقتصادي في الصين، إذ يخشى المستثمرون من أن ينمو بوتيرة أبطأ من النسبة المستهدفة هذا العام وهي 7%.
غير أن أغلب الاقتصاديين يتحدثون عن تباطؤ الاقتصاد الصيني وليس انهياره، ويستبعدون أي وجه للمقارنة بين ما يقع الآن وبين الأزمة المالية العالمية للعام 2008 أو الأزمة الاقتصادية الآسيوية عامي 1997 و1998.
المصدر : وكالات