تباين أداء البورصات العربية في تداولات الأسبوع الماضي، مع قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) برفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ 2006. وقال إيهاب سعيد، مدير إدارة البحوث الفنية لدي “أصول” المصرية للوساطة في الأوراق المالية، “دعم قرار المركزي الامريكي برفع اسعار الفائدة، أداء أسواق الأسهم العربية التي كانت ستغلق جميعها بلا شك على تراجع أسبوعي، الا انها نجحت في تعويض جانب كبير من خسائرها بفضل الصعود القوي في جلسة الخميس”.
وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) ، يوم الأربعاء، عن رفع نسبة الفائدة بـ ربع نقطة مئوية، للمرة الأولى منذ عام 2006، في قرار وصفه اقتصاديون حول العالم بـ “التاريخي”.
وأضاف سعيد، في اتصال هاتفي مع الأناضول “التوقعات ترجح صعود قوي للمؤشرات في تعاملات الاسبوع القادم، سيما بعد قيام البنوك المركزية الخليجية برفع أسعار الفائدة، وهو ما عزز من معنويات المستثمرين ودفع أسهم البنوك لصعود قوي”.
ونفذت البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي، رفعاً فورياً على أسعار الفائدة، في أعقاب قرار البنك المركزي الأمريكي، ورفعت البنوك المركزية في كل من السعودية والبحرين والإمارات والكويت أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية.
وتابع سعيد قائلا :”رغم التوقعات المتفائلة، لكن ستظل أسعار النفط عامل مؤثراً في أداء الاسواق، حيث ستصعد مع ارتفاع الخام وتهبط حال انخفاضه”.
وبحلول الساعة (08:01 ت.غ) في تداولات اليوم، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم 16 فبراير/ شباط، بنسبة 0.16% إلى 37.12 دولاراً للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم 16 يناير/ كانون الثاني بنسبة 0.34% إلى 34.83 دولاراً للبرميل.
وجاءت أسواق الإمارات على رأس الرابحين مع صعود مؤشرها الرئيسي بنسبة 4.36%، وهي أكبر وتيرة صعود أسبوعية منذ منتصف ابريل/ نيسان الماضي، ليغلق عند 3073.07 نقطة بعد نجاحه في معاود الصعود أعلى حاجز 3 الاف نقطة، مدعوماً بالأداء الإيجابي للأسهم الكبرى.
وزاد مؤشر القطاع العقاري بنسبة جاوزت 8.7%، مع ارتفاع السهمين القياديين “إعمار” و”أرابتك” القابضة بأكثر من 11%. كما زاد مؤشر قطاع البنوك بنسبة 1.46%، مع صعود سهم “دبي الإسلامي” بنسبة 4.8%.
وارتفع مؤشر بورصة العاصمة أبوظبي، لكن بوتيرة أقل، بلغت نسبتها 1.52%، وهي أكبر وتيرة صعود أسبوعية فى 3 أشهر ونصف، ليغلق عند 4148.29 نقطة، مدعوما بصعود أسهم العقارات والبنوك.
وقفزت أسهم مثل “بنك الخليج الاول” و”بنك أبوظبي التجاري” و”إشراق” العقارية و”الدار” بنسب بين 1.7% و 10.9%، فيما ربح رأس المال السوقي لأسهم بورصة أبوظبي نحو 1.26 مليار درهم (342 مليون دولار).
وارتفعت بورصة السعودية، الأكبر في العالم العربي، لتعوض جانب من خسائرها في الأسبوع قبل الماضي التي وصلت إلى نحو 4.4%، وأغلق المؤشر الرئيسي على ارتفاع اسبوعي بنسبة 1.39% بدعم الاداء الإيجابي لأسهم المصارف بعد رفع أسعار الفائدة.
وقررت مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي)، يوم الأربعاء، رفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) من 25 نقطة أساس إلى 50 نقطة أساس.
واستمرت بورصة الأردن في صعودها للأسبوع الثالث على التوالي وزاد مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.13% مدعوما بالأداء الإيجابي لأسهم قطاعي الخدمات والمالي مع صعودهما بنحو 2.22% و 0.74% على التوالي، بينما هبط مؤشر قطاع الصناعة بنسبة 0.31%.
وارتفعت بورصة مصر وزاد مؤشرها الرئيسي بنسبة 0.48% ليغلق عند 6669.8 نقطة لكنه ما يزال دون حاجز 7 الاف نقطة، وسط حالة من التفاؤل سادت أوساط المتعاملين بعدما تقدمت شركة “أوراسكوم” بعرض رسمي للاستحواذ على بنك الاستثمار “سي اي كابيتال”.
وأعلن البنك التجاري الدولي، أكبر البنوك الخاصة المدرجة في البورصة المصرية، يوم الخميس، أنه تلقى عرضاً غير ملزم من شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة، التابعة للملياردير المصري، نجيب ساويرس، لشراء 100% من أسهم شركة “سي اي كابيتال” القابضة المملوكة بالكامل للبنك.
وقال البنك التجاري الدولي، في بيان للبورصة المصرية، إن قيمة العرض لشراء شركة “سي اي كابيتال” والتي تعمل في مجال بنوك الاستثمار، تبلغ نحو مليار جنيه مصري (127 مليون دولار أمريكي).
في المقابل، جاءت بورصة البحرين على رأس الأسواق الخاسرة هذا الأسبوع، بعد نزول مؤشرها بنحو 7.3%، ليغلق عند 1192.9 نقطة، محققاً أدنى مستوياته منذ ديسمبر/كانون أول 2013، تحت وطأة تراجع أسهم مؤشر قطاع الاستثمار والبنوك والصناعة.
وما تزال بورصة مسقط متراجعة للأسبوع السابع على التوالي، إذ هبط مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.69% ليغلق عند 5359.3 نقطة وسط تراجع ملحوظ فى مستويات السيولة وهبوط جماعي لمؤشرات القطاعات الرئيسية الثلاثية يتصدرها “المالي” بنسبة جاوزت 1.8%.
وهبطت بورصة الكويت، وتراجع مؤشرها السعري بنسبة 1.1% فيما نزل مؤشر “كويت 15” للأسهم القيادية بنحو 1.4%، فيما خسر رأس المال السوقي للأسهم نحو 270 مليون دينار (888.4 مليون دولار).
وعلى نفس الوتيرة، اغلقت بورصة قطر على تراجع، بانخفاض مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.02%، وسط ضغوط بيعية نالت من أداء بعض الأسهم القيادية، خاصة فى قطاع الاتصالات الذي انخفض مؤشره بنحو 3.2%.
المصدر : الاناضول