اقتصاد

قطر وتركيا: خطوة جريئة لتعاون استراتيجي أكبر

قطر وتركيا، اللتان أصبح تعاونهما الثنائي والإقليمي أكثر وضوحاً بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، اتخذتا خطوة حازمة أخرى لتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، وقامتا بالتوقيع على سلسلة من الاتفاقات في أنقرة، بما في ذلك مذكرة مشتركة لتأسيس “لجنة استراتيجية عليا”.

وشدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، متحدثاً في مؤتمر صحفي مشترك يوم الجمعة عقب محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي يقوم بزيارة عمل إلى أنقرة، على “الخطوات الإيجابية” التي اتخذت على صعيد العلاقة بين الدولتين خلال وجوده في منصبه كرئيس للوزراء، وكرئيس للبلاد.

وقال أردوغان: “تركيا وقطر لم تبتعدا عن بعضهما البعض يوماً. لقد كنا دائماً معاً، وكنا دائماً في تضامن، وقمنا دائماً بالوقوف الى جانب الشعوب المظلومة في العالم كقاسم مشترك بيننا”. وأضاف: “من الآن فصاعداً، سوف نواصل عزمنا هذا، وبنفس الطريقة”.

وأشار الرئيس المضيف إلى أن زعماء الدولتين ناقشا الشؤون المحيطة بالعراق، وسوريا، وفلسطين، وليبيا، وتونس، وقبرص. متعهداً بأن المساعي الثنائية بشأن هذه الشؤون “ستتواصل بعزم”.

وقبل المؤتمر الصحفي، وبحضور الأمير والرئيس، وقع كل من وزير الدفاع التركي، عصمت يلماز، ووزير الدفاع القطري، اللواء حمد بن علي العطية، على اتفاق للتعاون العسكري. وفي عرض لأهمية هذه الخطوة، تم التوقيع على المذكرة المشتركة لتأسيس “لجنة استراتيجية عليا” بين البلدين من قبل الأمير القطري وأردوغان.

وكانت كل من قطر وتركيا على اتفاق فيما يخص القضايا الإقليمية، وخاصةً في مصر وسوريا، منذ فترة طويلة. الدولتان معروفتان بدعم حركة الإخوان المسلمين بقوة في المنطقة، وقد أعطيتا الملاذ الآمن لأعضاء جماعة الإخوان المصرية بعد أن تم الإطاحة بهم من السلطة في عام 2013. إلا أن دعم البلدين لجماعة الإخوان وتر علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.

وبعد انتخابه رئيساً للبلاد في تصويت شعبي جرى في أواخر شهر أغسطس، قام أردوغان، وتماشياً مع عادات الحكومة في البلاد، بأول زيارتين رسميتين خارجيتين له إلى شمال قبرص وأذربيجان. وفي مؤشر على الأهمية التي يعلقها الرئيس التركي على العلاقات مع قطر الغنية، كانت زيارة أردوغان الرسمية الثالثة إلى الخارج كرئيس دولة إلى الدوحة في وقت مبكر من شهر سبتمبر.

صقل سياسات من جانب واحد

ولا سيما بعد وصول آل ثاني إلى السلطة في يونيو/حزيران عام 2013، بدأت قطر بشكل ملحوظ بصقل سياستها الخارجية بما يتماشى مع مختلف التطورات الأخيرة في المنطقة. ومؤخراً، في 9 ديسمبر، انضمت قطر إلى جيرانها في قمة دول مجلس التعاون الخليجي (GCC) في دعم مصر تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أدت حملته ضد جماعة الإخوان المدعومين من الدوحة إلى خلافات بين دول الخليج استمرت لعدة أشهر.

ومع ذلك، وحتى الآن، مازالت تركيا متمسكة بسياستها الصارمة ضد نظام السيسي، والذي تصفه أنقرة بـ “صانع الانقلاب في القاهرة”.

رئيس المخابرات بين المستقبلين!

ومن الجدير بالملاحظة أيضاً أن رئيس المخابرات في تركيا كان جزءاً من الوفد الذي رحب بالأمير القطري لدى وصوله إلى مطار ايسنبوجا، في وقت متأخر من يوم 18 ديسمبر/كانون الأول.

تماشياً مع عادات الدولة والبروتوكول، استقبل عضو من أعضاء مجلس الوزراء، وهو وزير المالية محمد شيمشك، الأمير في المطار. إلا أن المستغرب، والأمر الذي حدث لأول مرة في تاريخ البلاد، هو أن رئيس منظمة الاستخبارات الوطنية (MIT)، هاكان فيدان، كان أيضاً مع شيمشك لاستقبال الأمير في المطار. وعلاوةً على ذلك، كان فيدان، وليس شيمشك، هو من رافق الأمير في سيارته وهو في طريقه إلى الفندق الذي يقيم فيه.

وكان فيدان أيضاً بين أعضاء الوفد الذين رحبوا بالأمير يوم 19 ديسمبر في القصر الرئاسي، جنباً إلى جنب مع الرئيس أردوغان، وأعضاء مجلس الوزراء.

وفي الوقت نفسه، عقد أمير قطر لقاء مع رئيس الوزراء التركي، داود أوغلو، كما زار الأخير السابق لعقد اجتماع مغلق في فندقه في أنقرة، في وقت متأخر من يوم 19 ديسمبر/كانون الأول.

هارييت ديلي نيوز – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى