قال رئيس الحكومة المؤقتة، أحمد طعمة، أن الإدارة الأمريكية قدمت مساعدة بقيمة ٦ مليون دولار، للحكومة عبر برنامج “بالأخضر” التابع لها، وذلك لدعم جهودها بالتعاون مع المجالس المحلية المنتخبة، في ملء الفراغ الإداري، ودعم المشاريع الخدمية والتنموية والإنسانية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده طعمة، في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، اليوم الثلاثاء، وأفاد فيه أنه “نتيجة للأوضاع المأساوية التي يمر بها الشعب في الداخل، وفي مخيمات اللجوء، طلبت الحكومة من الجهات المانحة، تقديم ما أمكن من المساعدات، التي تساهم في تخفيف المعاناة التي تعاظمت وطال أمدها”.
وأضاف أنه “في استجابة مبدئية قامت الحكومة الامريكية بتقديم مساعدة بقيمة ٦ مليون دولار للحكومة المؤقتة، عبر برنامج بالأخضر التابع لها، حيث تتلخص رؤية المساعدة في دعم جهود الحكومة، والمجالس المحلية المنتخبة، لملء الفراغ الإداري في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، من خلال برامج خدمية وتنموية وإنسانية”.
ومضى طعمة بالقول إن “من أهداف البرنامج، دراسة وتقييم الاحتياجات في المناطق التابعة للمعارضة، وتنفيذ مشاريع تنموية ضمن أولويات الاحتياجات، وإطلاق برامج إغاثية لتخفيف المعاناة الإنسانية، وتفعيل السلطة المدنية عن طريق تمكين المجالس المحلية، ووزرات الحكومة المؤقتة، وبناء الثقة بين المواطنين والحكومة والمانحين، من خلال تسليط الضوء على المشاريع المنجزة”.
ولفت إلى أن من الأهداف أيضا “إيجاد فرص عمل تنشأ عن المشاريع المنفذة، وخلق حواضن اجتماعية تشجع على قبول الآخر، فضلا عن مشاركة المانحين بتحديث الاستراتيجية وخطة العمل، فيما قطاعات عمل البرنامج، فهي في البنى التحتية من مشاريع المياه والصرف الصحي، وترميم المباني والطرق والطاقة والاتصالات والصحة الأولية، والنظافة ورفع الأنقاض، ومشاريع تنموية، فضلا عن التأهيل والتعليم”.
من جانب آخر، شدد طعمة على أن “الدعم هو إجراء ورغبة مباشرة في استثمار مباشر للداعمين، لأن البرامج هي أداة أكثر استجابة في الأرض، وتحقق الأهداف، ولأنه يحقق الاستدامة، وليس مشروعا مؤقتا، وليس مشروعا إغاثة، بل لأنه برنامج متعدد الاختصاصات يعمل على بناء المجتمعات وتهيئتها لمرحلة الإعمار بعد سقوط النظام”.
وبين أن “برنامج بالأخضر اختير له اسم الربيع والولادة، واثبت جدارته لأن دراساته قائمة على الدراسات العلمية، باستهداف المناطق وفق معايير عدة، منها عدد السكان، وسهولة الوصول للمنطقة، وتواجد مؤسسات الحكومة، ودرجة الاستقرار، والمخاطر، وقوة المجالس المحلية، والاحتياجات التنموية، وأولوية الحكومة للعمل”.
من ناحيته، قال أنس طعمة، مدير برنامج بالأخضر، أن “البرنامج تأسس منتصف عام ٢٠١٤ الماضي، لدعم الحكومة والمجالس المنتخبة لملء الفراغ الأمني والإداري في مناطق المعارضة، وتسعى لتمكينهم من خلال برامج تنموية، تسعى لاعادة الاستقرار للمواطنين، وتنفيذ مشاريع عبر الوزارات المختلفة والمجالس المحلية”.
وفي كلمته، لفت إلى أن “جهود فريق العمل أكسب ثقة الدول والمناحين، ومنها الوكالة الأمريكية الدولية للتنمية USID، فوقعت اتفاقيتين بمبلغ ٦ مليون دولار، من أجل مشاريع الكهرباء، والماء، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، والقمح والطحين، وإدارة النفايات، ودعم الادارة المحلية، والأمور العاجلة”.
وكشف أن “المنحتين تمتدان من ٣ إلى ٥ أشهر، لتنفيذها في المواقع التي يحددها البرنامج، حيث تشمل المنح، المواد وكافة مصاريف الشحن، والنقل والعبور، والتخزين قبل التسليم للجهة الحكومية”.
وتهدف المنحة الأولى، بحسب أنس طعمة، والتي تبلغ ٤.٤ مليون دولار، إلى تزويد المديريات التابعة للحكومة المؤقتة، بآليات ومعدات لتأهيل بعض المناطق، وتشمل توزيع آليات ثقيلة متنقلة كسيارات النظافة، وناقلات الحبوب، ومعدات ثابتة ثقيلة، كالمخابز والمطاحن، ومولدات الكهرباء الضخمة، بالإضافة إلى مواد أخرى للبنية التحتية، ومضخات المياه”.
وتهدف المنحة الثانية، والبالغة ١.٦ مليون دولار، إلى تقوية دور مديريات الحكومة، والمجالس المحلية، بالاستجابة العاجلة للاحداث، وتشمل توزيع سلل غذائية وشتوية، ومواد تعليمية، وأيضا مساعدات للمخابز كالطحين والخميرة، ومساعدات أخرى بحسب التطورات”.
وبين أن “كلا المنحتين لا تتضمان الكلفة التشغيلية، والنفقات الجارية لإتمام المشاريع، والتي تشمل أجور العمال والطاقة اللازمة، حيث تتكفل الحكومة بتغطيتها من خلال موازنة ٢٠١٥، وتشمل حوالي ٦٠٠-٨٠٠ ألف دولار، أي ما يعادل ١٣٪ من المنحة المقدمة”.
كما أكد أن “المناطق المستهدفة هي الشمال السوري، في إدلب، وحلب، وشمال حماة، وشمال اللاذقية، ويجري العمل على فتح مناطق أخرى، فيما التحديات الأمنية هي نفسها التي تعود عليها السوريون”، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن “هناك آليات للرقابة، كما أن للولايات المتحدة طرقها في رقابة سير المشاريع”، مشددا على أن “المشاريع جزء منها للتنمية المستدامة، من مثل المطاحن والمخابز ومحطتين لتوليد الكهرباء”.
وبرنامج “بالأخضر” أطلق قبل عام تقريبا، وكان مربوطا بوحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف، إلا أنه ربطت في الفترة الأخيرة بالحكومة المؤقتة، وكانت مشاريعها إغاثية فقط، قبيل أن تتحول إلى مشاريع انتاجية، كما شارك في المؤتمر الصحفي الممثل عن الوكالة الأمريكية لبرنامج دعم “بالأخضر” مارك وورد.
الاناضول – وطن اف ام