قُدّرت الخسائر التي مني بها الشعب السوري منذ بدأت حملة الأسد الهمجية على البلاد والدمار الذي خلَّفه في البنى التحتية، لأكثر من 202,6 مليار دولار أميركي منذ بداية الأحداث حتى نهاية العام 2014، أي ما يعادل أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لسوريا للعام 2010.
كما سلبت الحرب المتواصلة من السوريين 20 سنة من متوسط أعمارهم المتوقع.
فبحسب ما ورد في تقرير حديث أنجزه المركز السوري لبحوث السياسات بالتعاون مع منظمات دولية، تحدق بالمجتمع السوري كارثة صامتة، تتمثل في تراجع العمر المتوقع عند الولادة من 75,9 سنة في 2010 إلى ما يقدر بـ55,7 سنة بحلول نهاية العام 2014، في ظل انتشار شبح الموت الذي جلبه عنف مفرط عرَّض ما يُعادل 6% من سكان سوريا للقتل أو الإصابة أو التشوّه.
ضياع 7.4 مليون سنة دراسية
من ناحية أخرى، أشار التقرير إلى أن التنمية الإنسانية في سوريا ماضية في التقهقر، فقطاع التعليم يسير في طريق الانهيار مع وصول نسبة الأطفال غير الملتحقين بمرحلة التعليم الأساسي إلى 50.8% خلال الموسم الدراسي 2014-2015، في حين خسر نصف الأطفال تقريبًا ثلاث سنوات من التمدرس، ما يحرم سوريا من رأسمال بشري هام للأعوام القادمة بضياع نحو 7.4 مليون سنة دراسية، بحسب تقديرات التقرير.
وجاء في تقرير المركز الذي رصد الآثار الاجتماعية والاقتصادية في سوريا، أن العجز في الميزان التجاري السوري هائل، وصل إلى 42.7% في 2014، الأمر الذي يعكس انكشاف الاقتصاد السوري على الخارج، واعتماده إلى حد كبير على الاستيراد الممول بصورة رئيسية عبر القروض الخارجية والتسهيلات المالية التي تأتي خاصة من دول داعمة للنظام.
12.22 مليون سوري بدون دخل
وبحسب التقرير الذي شارك فيه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن نسبة البطالة في سوريا بلغت 57.7% مع نهاية 2014، حيث فَقد 2.96 مليون سوري عملَهم خلال السنوات الأربع الماضية، الأمر الذي حرم 12.22 مليون شخص في سوريا من مصدر دخلهم الرئيسي.
وأفضى القصف الممنهج لنظام الأسد إلى التدهور الاقتصادي والتفكك الاجتماعي؛ حيث أجبر القصف أكثر من نصف السكان على مغادرة أماكن سكنهم المعتادة طلبًا للأمان وظروف معيشة أفضل في مناطق أخرى.
4 من كل 5 سوريين فقراء
تفاقمت أيضًا مستويات التفاوت وعدم العدالة ومعدلات الفقر خلال العام 2014، فأصبح حوالي أربعة من كل خمسة سوريين فقراء، فيما يعيش ثلثا السكان تقريبًا في حالة من الفقر المدقع، لا يستطيعون تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية، الغذائية وغير الغذائية.
وفي ظل تفاقم العنف خلال العام 2014 مع اشتداد وتيرة المعارك، وإعادة تخصيص الموارد ورأس المال في خدمة آلة الحرب، تغولت الأسواق السوداء، وتوسَّعت دائرة الأوبئة والأمراض، مع التدهور الشديد الذي طال الخدمات الصحية.
قسم الأخبار – وطن اف ام