قسم الأخبار

مصادر خاصة: هكذا تعمل روسيا على طمس جريمة كيماوي الغوطة

كشفت مصادر محلية خاصة عن الطرق التي تسلكها روسيا لمحاولة طمس معالم مجازر الكيميائي التي ارتكبتها قوات الأسد في غوطة دمشق الشرقية، في 2013، ومجزرة دوما في 2018.

وذكرت المصادر لموقع “صوت العاصمة” أن مخابرات الأسد أجبرت وجهاء مدينة زملكا بالغوطة الشرقية على تسجيل مقابلة تلفزيونية مع صحفيين روس، في أحد الأفرع الأمنية، وأجبرتهم على قول رواية جديدة عن مجزرة الكيميائي في 2013.

وبحسب الموقع اعتقلت دوريات تتبع لشعبة أمن الدولة، ثلاثة من وجهاء زملكا، مطلع تموز الجاري، واقتادتهم إلى فرع الأمن الداخلي، المعروف باسم فرع الخطيب.

ومكث الوجهاء لثلاثة أيام في الفرع المذكور، قبل أن تعيدهم استخبارات النظام إلى زملكا، دون أي تحقيق أو تعذيب.

وطلبت استخبارات الأسد من وجهاء القول بأن مجزرة الكيماوي 2013، حصلت بفعل فصائل الغوطة الشرقية، خلال التجهيز لشن هجمات كيماوية على العاصمة دمشق، جرى خلالها خطأ وانفجرت الصواريخ بين زملكا وعين ترما، وأن تلك الصواريخ وصلت إلى الفصائل عبر تركيا ودول أوربية من طريق العتيبة – البادية، خلال فترة عمله كطريق عسكري للفصائل.

وسبق أن اعتقلت مخابرات الأسد العشرات من العاملين في المجال الطبي، والإعلاميين والشهود، وأجبرتهم على تصوير لقاءات اعترفوا فيها قسرا بتنسيقهم مع الفصائل “لفبركة هجمات الكيماوي”، خاصة هجوم دوما الأخير في نيسان 2018.

ونفذت جهات أمنية روسية بالتنسيق مع ضباط من قوات الأسد، في آب 2018، عمليات نقل جماعية لجثث ضحايا الكيماوي من مقابر الغوطة الشرقية نحو أماكن مجهولة، بعد اعتقالات طالت حفاري القبور والعاملين ضمن المدافن، وإجبارهم على تحديد مكان دفن ضحايا الكيماوي.

وتتقاطع المعلومات حول السعي طمس الجريمة، مع محاولات مسؤولين روس، لفرض رواية جديدة مشابه للتفاصيل التي نقلها موقع “صوت العاصمة” عن مجزرة الغوطة الكيميائية.

ففي 12 تموز الجاري زعم ممثل روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيمائية، أن هناك تناقضاً في تقرير منظمة حظر الأسلحة الذي قدمته في آذار الماضي، والذي انتهى إلى أن تحليل العينات الطبية والبيئية التي حصلت عليها البعثة أظهر استخدام مادة الكلور الجزيئي.

وقال مندوب روسيا في مؤتمر لاهاي: إنه بعد التحليلات والتحقيقات، تبين “أن الفجوة التي خلفها انفجار العبوة في المبنى بمدينة دوما في الهجوم (المزعوم) ناجم عن انفجار لغم وليس عبر إسقاطها من الطائرة، وأنها وُسعت بشكل يدوي وأضيفت إليها السوائل”.

يذكر أن نحو 1300 مدني أغلبهم أطفال ونساء قضوا في قصف لقوات الأسد بقذائف وصواريخ تحمل غاز السارين أو غاز الأعصاب على عدة مدن وبلدات بالغوطتين الشرقية والغربية يوم 21 آب 2013، فيما استشهد نحو 100 مدني في مجزرة بقصف بمواد كيميائية أيضا في مدينة دوما، في آذار 2018.

جواد أمين محمد العمري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى