خلص تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى مسؤولية روسيا بشكل مباشر عن تنفيذ مجزرة في مخيم للنازحين في ريف إدلب، منتصف شهر آب الماضي.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته الثلاثاء 3 كانون الأول، إن الطائرات روسية هي المسؤولة عن مجزرة مخيم “حاس” للنازحين التي وقعت في الـ16 من آب الماضي.
التقرير الذي استند إلى شهادات 24 شاهدا بالمنطقة إضافة إلى صور مفتوحة المصدر ولقطات من الأقمار الصناعية، أكد أن الطائرات الحربية الروسية والتابعة لنظام الأسد هي الوحيدة التي كانت في المنطقة أثناء قصف مخيم “حاس”.
ودعت “رايتس ووتش” إلى تحميل روسيا مسؤولية جرائمها في سوريا مشيرة إلى أن موسكو تتحمل مسؤولية مشتركة عن أي انتهاكات كجزء من تحالفها العسكري مع نظام الأسد.
ونوهت المنظمة إلى إمكانية إجراء محاكمات فردية بجرائم حرب مع وجود أدلة قد تربط الطيارين الروس مباشرة في سوريا.
وأكدت المنظمة أن تحقيقا نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكي مطلع الشهر الجاري يشير إلى أن طائرات روسية كانت مسؤولة عن شن غارة في آب على آخر المناطق التي كانت لا تزال تحت سيطرة المعارضة في سوريا.
وتبين أن الغارة قصفت مركزا للنازحين تديره منظمة إغاثة سورية خارج بلدة حاس في محافظة إدلب، ووفقا لرئيس مركز النازحين قضى خلال الهجوم 20 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال وجرح 52 شخصا.
وتتابع المنظمة في تقريرها أن إدلب ما زالت تعاني من هجمات عشوائية من قبل تحالف نظام الأسد وروسيا العسكري، والذي يتذرّع بأنه يكافح الإرهاب لقصف منطقة تضم أكثر من ثلاثة ملايين مدني محاصرين بجوار الحدود التركية المغلقة.
ورأت أنه لإنقاذ المدنيين بشكل عاجل من مصير مأساوي، يتعين على الحكومات أن تقول لروسيا بوضوح إنها ستتحمل مسؤولية تجاهلها غير القانوني لحياة المدنيين في سوريا.
وكانت روسيا نفت على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، أمس الإثنين ما توصل إليه تحقيق صحيفة نيويورك تايمز حول مسؤولية روسيا عن مجزرة مخيم حاس.
وزعم كوناشينكوف أن الأدلة المتعلقة بقمرة القيادة للطيران الروسي، والتي تضمنت حديثًا مشفرًا بين الطيارين والمراقبين الجويين تم فكه “بعد أشهر من العمل” ما هي إلا “دليل مزيف”.
وتشن قوات نظام الأسد بدعم روسي مباشر عمليات عسكرية وقصفا جوياً وبرياً عنيفا على شمال غربي سوريا، يتركز على محافظة إدلب، أسفر عن استشهاد أكثر من 1300 مدني منذ شباط الماضي، وفق إحصائيات فريق “منسقو استجابة سوريا”.