تحاصر قوات الأسد منذ أيام مدينة طفس في ريف درعا الغربي، واستقدمت تعزيزات عسكرية شملت دبابات وآليات ثقيلة إلى أطراف المدينة، وسط اقتراب الاشتباكات من الطريق العام في المدينة، وفق ما ذكر “تجمع أحرار حوران”.
يأتي ذلك بالتزامن مع استهداف قوات الأسد الأطراف الجنوبية للمدينة بقذائف الدبابات والمضادات الأرضية وعربات الشيلكا، ونشوب اشتباكات مع مجموعة محلية تحاول صد النظام من الدخول إليها، لاسيما تسجيل حركة نزوح كثيفة للأهالي من المدينة.
وقال التجمع إن هناك حالة هلع وخوف بين المدنيين في سوق الخضار “سوق الهال” في مدينة طفس، إثر اقتراب الاشتباكات من أحياء المدينة، صباح اليوم الخميس 6 من تموز.
وتصر قوات الأسد والميليشيات الموالية لها من حين إلى آخر الدخول إلى مدينة طفس، وتفتيش عدد من المنازل والمزارع فيها، بحجة وجود عناصر تابعة لتنظيم داعش.
ويدّعي ضباط النظام أن العناصر المسلحة في المدينة تقف وراء عمليات الاغتيال والخطف التي تحدث في المنطقة، إذ يتخذ النظام من ذلك ذريعة لاقتحام المدينة وإيصال الرسائل للدول العربية أن النظام يحارب التنظيمات ويقدم من طرفه خطوة لضبط أمن المنطقة.
من جانبه، قال قيادي محلي لتجمع أحرار حوران إن النظام يسعى من عملية اقتحام طفس، إلى إعطاء تبريرات للحاضنة الشعبية والدول العربية عن أسباب الانهيار الاقتصادي والفلتان الأمني وعمليات الاغتيال وتجارة المخدرات، إضافة لإيصال رسالة للحاضنة أن هذه المجموعات هي من تقتل وأنه يسعى لاجتثاثها من المنطقة.
وأوضح أن أجهزة النظام الأمنية تقف خلف معظم عمليات الاغتيال التي تحدث في المحافظة سواء عن طريق الميليشيات محلية، أو من خلال اختراق أفراد من مجموعات معارضة تنفذ عمليات اغتيال تصب بالمحصلة في مصلحة النظام كاغتيال عناصر الشرطة الذي اتخذه النظام ذريعة لاجتياح المنطقة.
ويرى القيادي أن من مصلحة النظام بقاء هذه المجموعات وأن العمليات العسكرية فقط لذر الرماد في العيون، فالنظام بحاجة إلى عدو، وفي حال غياب هذا العدو يصنع عدواً ليكون المتهم بكل ما يجري أمام السوريين في الداخل والدول التي تسعى للتقارب مع النظام.
وأشار إلى أن النظام يكرر ذات السيناريو في طفس منذ 3 سنوات مع مطلع موسم الحصاد من كل عام لأنه يسعى لتحقيق ذات النتائج لا يريد للواقع أن يتغير، كما يسعى قادة ميليشياته لنهب أرزاق المواطنين والمزارعين في المدينة.
في حين يرى قيادي آخر، أن مدينة طفس تتمتع بطابع ثوري برز بشكل كبير خلال تسوية تموز 2018، حيث أن العديد من الثوار رفضوا تسليم أسلحتهم لقوات النظام، وكذلك يقومون بالتصدي لها في كل مرة تحاول الدخول إلى المدينة، الأمر الذي يدفع النظام إلى محاولة كسر شوكتهم.
ومن جانب آخر، أوضح أن النظام دائماً يختار موسم الحصاد لشن هجماته على المدينة، وذلك من أجل ابتزاز الفلاحين وفرض إتاوات مالية عليهم مقابل الخروج من بساتينهم الزراعية، بعد أن يقوم بتعفيشها وتخريبها.
وتستمر الاشتباكات بشكل متقطع وتزداد وتيرتها من حين وآخر بين المجموعات المحلية وقوات النظام في محيط المدينة.
وسجّل تجمع أحرار حوران مقتل الشابين “فهد الصبيحي” و “فراس غازي الرويس” نتيجة الاشتباكات والقصف الذي طال المدينة.
يذكر أن العديد من المناطق في محافظة درعا تشهد تضييقات وانتهاكات من قبل قوات الأسد منذ توقيع اتفاق التسوية في تموز عام 2018، ويشمل ذلك محاولات اقتحام وشن عمليات اعتقال واغتيالات.