أكدت دراسة أعدتها الأمم المتحدة، أن الوضع الإنساني في منطقة إدلب يتدهور بسرعة، عقب الهجمات التي شنتها قوات الأسد وروسيا على المنطقة.
ولفتت نتائج الدراسة إلى أن المجتمعات الأكثر تضررا تعاني من نقص في الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية والسكن، مشيرة إلى أن البنية التحتية الحيوية تضررت مما أدى إلى تعطيل الوصول إلى الخدمات الأساسية، وذلك عقب قصف الأسد والغارات الروسية على المنطقة.
وأشارت إلى أن مئة وتسعة وتسعين تجمعا في منطقة إدلب تأثر بالعمليات العسكرية الأخيرة، وكان قطاع التعليم الأكثر تضررا يليه قطاع الكهرباء، حيث تعتمد العائلات على الطاقة الشمسية، وانخفضت القدرة على الوصول إلى الخدمة هذه بنسبة اثنين وستين في المئة.
أما على صعيد العمل، فقالت الدراسة إن العديد من الأشخاص يعتمدون على العمل اليومي لتلبية احتياجاتهم الأساسية، لكن الطلب على العمل اليومي قد انخفض، مما يجعل من الصعب على الناس كسب لقمة العيش، مؤكدة على ضرورة استمرار الجهات الإنسانية الفاعلة في تقديم المساعدات للمجتمعات المتضررة.
وقبل نحو أسبوع، أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن التصعيد العسكري شمال غربي سوريا يفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل، مشيرة إلى أن مثل هذه الهجمات غير مقبولة، مشيرة إلى أن مخيمات النازحين شمالي سوريا تشهد ظروفاً “صعبة جداً”، بسبب نقص الخدمات الأساسية، مثل المياه والمراحيض والغذاء والمأوى، وتؤدي ظروف الاكتظاظ إلى تفاقم الصعوبات.
وأضافت المنظمة في بيان لها أن تصاعد الأعمال القتالية في شمال غربي سوريا أدى إلى خسائر فادحة في صفوف الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة، وألحق عواقب وخيمة على المرافق الصحية”، مضيفة أن “الجهود المبذولة لتقديم المساعدات تعرقل حالياً بسبب الأعمال العدائية المستمرة”.
وأوضحت المنظمة أن مرافق الرعاية الصحية لم تسلم من قصف قوات الأسد، وتعرضت ثلاث مشافٍ في إدلب، وهي المشفى الجامعي والمشفى الوطني ومشفى المحافظة، للقصف، مما أثر في قدرتها على العمل، وخروجها عن الخدمة بشكل جزئي، فضلاً عن توقف 19 مشفى في إدلب وغربي حلب عن تقديم الخدمات غير الأساسية، وتخصيصها للرعاية الطارئة فقط.
وقالت رئيسة بعثة “أطباء بلا حدود” في شمال غربي سوريا، سهام حجاج، إن “مثل هذه الهجمات غير مقبولة، ولها عواقب وخيمة على الأشخاص الضعفاء بالفعل، وعلى النظام الصحي الهش بالفعل في شمال غربي سوريا، وهي مدانة بأشد العبارات”.
وطالبت حجاج “جميع الأطراف المتحاربة باحترام القانون الإنساني الدولي، وحماية الناس والبنية التحتية المدنية، وحماية المرافق الطبية”، لافتة إلى وجود “تلوث بالمتفجرات في المناطق المأهولة بالسكان”.
وأكدت رئيسة بعثة “أطباء بلا حدود” في شمال غربي سوريا على ضرورة “اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين القدرات الجراحية والإصابات في إدلب”، موضحة أن “هذه الموارد محدودة بالفعل في المنطقة، وهذا مهم لتوفير الرعاية للمصابين في الحرب، فضلاً عن التعامل مع الآثار طويلة المدى لزيادة أعداد المصابين”.
وشدد بيان “أطباء بلا حدود” على أن “دورة العنف الجديدة هذه لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في شمال غربي سوريا، نتيجة لأكثر من عقد من الحرب”.
يذكر أن مناطق شمال غربي سوريا شهدت مؤخراً تصعيدا بالقصف من قبل قوات الأسد وروسيا، ما تسبب بسقوط عشرات الضحايا بينهم أطفال.