قال أحد ألوية الثوار، إنه أحكم سيطرته على حي الجمعيات ومبانيها المطلة، على مطار مزة العسكري، الواقع شمال شرق داريا بغوطة دمشق الغربية، بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد دامت 4 أيام.
وتمكن مراسل الأناضول من دخول المنطقة، التي سيطر عليها الثوار في داريا، وأفاد أن المعارك لا تزال محتدمة حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
وجاء في بيان صادر عن لواء شهداء الإسلام ، أن “المعركة بدأت الأحد الماضي الساعة 12 ظهراً، بعملية تسلل ناجحة خلف (خطوط) قوات الأسد، من خلال أحد الأنفاق”، مشيراً أن التحضير لهذه المعركة استغرق نحو سبعة أشهر من التجهيز وحفر الأنفاق.
وأوضح البيان، الذي اطلعت عليه الأناضول، أن اللواء كبد الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، أكثر من 70 قتيلا وعشرات المصابين، بالإضافة إلى عدد من الأسرى، إلى جانب السيطرة على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، فيما خسر الثوار 23 شهيداُ.
وأضاف البيان أن “رد قوات الأسد كان باستخدم البراميل المتفجرة وصواريخ الأرض-أرض وراجمات الصواريخ والقصف المدفعي والجوي والدبابات، مستهدفاً المباني السكنية بمشاركة مليشيات حزب الله اللبناني والدفاع الوطني بالإضافة لمليشيات شيعية”.
وأشار البيان أن “نظام الأسد دأب منذ بداية حملته على مدينة داريا، نهاية عام 2012 على العمل للسيطرة على المناطق والأبنية المحاذية لمطار المزة العسكري لتأمينه، ليعاود مقاتلو لواء شهداء الإسلام السيطرة عليها من جديد من خلال معركة لهيب داريا، مما جعل مطار المزة مكشوفا أمام مقاتلينا”.
وتنبع أهمية داريا من موقعها الاستراتيجي، كونها على مقربة من حي المزة الدمشقي، كما أنها تحاذي عددًا من الطرق الرئيسية مثل “أوتوستراد المزة”، و”أوتوستراد درعا الدولي”، وطريق “المتحلق الجنوبي”.
وتمتلك داريا موقعًا أمنيًا حساسًا، لوقوعها على حدود مطار المزة العسكري، ومقر المخابرات الجوية الواقع ضمن المطار، كما أنها تقع بين مساكن عدة لعناصر وقيادات الحرس الجمهوري، و قريبة أيضًا من منطقة السومرية التي تعد معقلا لشبيحة الأسد.
ويوجد في محيط داريا مقرات للفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري، وسرايا الصراع -الحرس الجمهوري سابقًا-، كما يفصلها مسافة قريبة عمّا يسمى “المربع الأمني” في منطقة كفرسوسة، الذي يضم مقرات قيادات معظم الأجهزة الأمنية، التابعة للأسد، بالإضافة لقربها الشديد من قصر “الشعب” الرئاسي.
المصدر : الأناضول