في إطار سعي جيش الإسلام إلى فرض سيطرته على كامل منطقة الغوطة الشرقية، مصدرٌ خاص من الغوطة الشرقية رفض الكشف عن هويته، يقول : إنّ جيش الإسلام يريد فرض هيمنته على كامل الغوطة الشرقية، وأنّه لا يسمح لأيّة قوة فعلية أنْ تتواجد في المنطقة إلاَّ تحت قيادته، وهذا الأمر ترفضه جبهة النصرة وغيرها.
أوائل العام الحالي، أعلنَ جيش الإسلام حملة تطهير البلاد من رجس الفساد بهدف استئصال وجود جيش الأمة من معقله الرئيسي في مدينة دوما، أسفرت عن اعتقال قائد الجيش أحمد طه أبو صبحي، والسيطرة على مقاره بعد اشتباكاتٍ عنيفةٍ لعدّة أسابيع بين الطرفين، وجاءت الحملة بعد قرار القيادة العسكرية الموحدة للثوار في الغوطة الشرقية بالقضاء على المفسدين في جيش الأمة، وذلك بعد اتهامهم بقضايا فساد وقطع للطرقات.
تُعد القيادة العسكرية الموحّدة في الغوطة الشرقية التشكيل الأكبر عدداً، والأكثر نفوذاً في مناطق غوطة دمشق الشرقية، ويقودها قائد جيش الإسلام زهران علوش، وهو بهذا لا يسمح لأيّة تشكيلات أخرى أنْ تعمل في مناطق سيطرته، وقد هدّد أكثر من مرّة بأنّه لنْ يسمح بأنْ يكون هناك رأسان لجسدٍ واحدٍ، وطالبَ جميع المسلحين بالانضمام إلى القيادة العسكرية التي يتولى قيادتها.
وسبق لجبهة النصرة أنْ اعتقلت أحد قياديي جيش الإسلام المسؤول عن النفق الذي يربط بين حيّي برزة وحرستا المخصَّص لنقل الإمدادات إلى المقاتلين، على يدِ الشرعي العام للجبهة في الغوطة الشرقية أبو خديجة الأردني، وفي الآونة الأخيرة طفت على السطح بشكل واضح الخلافات الحادة بين جيش الإسلام وجبهة النصرة، وبلغت حدّاً دفع بجيش الإسلام إلى سحب مقاتليه من حي جوبر أثناء هجوم قوات النظام على الحي نكايةً بجبهة النصرة التي بادلته الموقف، حيث سحبت مقاتليها من مدينة عدرا التي هاجمتها قوات النظام واستعادت سيطرتها عليها.
وحول الاستعراض الأخير لجيش الإسلام، الذي قال المصدر الخاص إنّه كان حاضراً فيه، يؤكد إنّ أغلب المشاركين الذين ظهروا بالاستعراض العسكري هم من فصائل أخرى تَمّ سحب سلاحها، وإرغام عناصرها على مبايعة زهران علوش، أو توجيه تهمٍ لهم مثل الفساد، أو كونهم من الخوارج المتعاطفين مع تنظيم الدولة، أو القريبين من جبهة النصرة، وهؤلاء جميعا تَمّ ادخالهم دوراتٍ شرعيةٍ يُمنحون بعدها صكّ البراءة من الغلوِّ والتطرف، ويعتقد المصدر أنَّ العدد الحقيقي لجيش الإسلام لا يصل إلى 12 ألف منتسب بينهم مقاتلون وماليون وإداريون وغيرهم»، ويرى: أنَّ الأوضاع بدأت بالتوتر بين جيش الإسلام من جهة، وباقي الفصائل والسكان من جهة أخرى، وأنّه بدأ بالفعل حملة تطهير ستطال كلّ المعارضين، أو غير المنضمين تحت قيادته، مما يفتح أبوابا جديدة للصراع الدموي بين الفصائل.
المصدر : القدس العربي