بث ناشطون معارضون تسجيلات مصورة على ” اليوتيوب ” تظهر قتلى لحزب الله في معارك قمة النبي يونس أعلى قمم الساحل. وتظهر التسجيلات عناصر للحزب قتلى على الأرض بلباسهم العسكري، كما تظهر الصور دماء حديثة على هذه الجثث.
وتعتبر هذه المرة الثالثة التي تحاول فيها قوت النظام– مدعومة بميليشيا حزب الله – التقدم باتجاه مشفى جسر الشغور من المحور الغربي المتاخم لجبال العلويين. واستطاعت جبهة النصرة والفرقة الساحلية التابعة الجيش الحر التصدي لهذه المحاولة، وأكدتا فيها وفق التسجيل المصور مقتل العديد من أفراد الميليشيا في النقطة (013).
وقال قيادي من الحر فضل عدم ذكر اسمه: سيطرنا على جهاز الإرسال الخاص بعناصر حزب الله، وتتبعنا التكتيك الذي يستخدمه عناصر الحزب في المعارك في منطقتنا.
جبهة النصرة لم تكن بعيدة عن النقطة المذكورة وقاتلت جنبا إلى جنب مع الجيش الحر، وتصدت للعديد من المقاتلين. وبثت أيضا تسجيلا مصورا يظهر النقاط التي حاولت قوات النظام التقدم إليها. وبلغ عدد غارات الطيران المروحي والحربي خلال الساعات الماضية أكثر من 30 غارة فقط على النقاط المتاخمة لقمة النبي يونس، في محاولة لتحقيق أي تقدم لكن طبيعة المنطقة الجبلة حالت دون ذلك.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها مقاتلو حزب الله في الساحل السوري. لكن عجز النظام عن تحقيق أي تقدم في ظل الفشل الذريع الذي تعاني منه قواته والخسائر المتتالية التي منيت بها قواته جعلت معنويات مقاتليه منخفضة.
وأشار القيادي في الجيش الحر إلى النظام لن يكل أو يمل حيال المحاصرين في المشفى خصوصا وأن الأسد نفسه مهتم بهم.
وبلغ عدد القتلى خلال المحاولات الثلاث في غضون عشرة أيام أكثر من 60 قتيلا من قوات النظام والميليشيات الأجنبية.
وأشار شهود عيان إلى أن جبهة النصرة تبدي مرونة في الآونة الأخيرة حيال باقي الفصائل في مناطق الشمال السوري. إلا أن هذا اللين في التعامل ما زال محدودا، في حين ان العديد من الفصائل العسكرية التابعة للجيش الحر لا تستطيع أن تصرح عن العلاقة الطيبة مع النصرة خشية أن يتوقف الدعم الذي تتلقاه من جهات خارجية، بحسب المصدر، وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة أو السعودية.
إلا أن النصرة ما تزال على حذر في التعامل مع فصائل الجيش الحر بعد أن شهدت في الفترة الأخيرة انضمام العديد من المقاتلين القادمين من الجيش الحر. ومعظم العناصر تتحدث بسوء عن الجيش الحر ومقاتليه الذين يجاهرون بالتدخين مثلا، في حين يكون محرما لدى مقاتلي النصرة.
وفي معارك التحرير الأخيرة أكد ناشطون أن كلا من الطرفين تقدم خطوة باتجاه الطرف الآخر، وترجمت على أرض الواقع بمشاركة عدة فصائل من الجيش الحر مع جبهة النصرة في معركتي تحرير إدلب وجسر الشغور.
المصدر : القدس العربي