انتهت رحلة الحصول على اسطوانة غاز عند المعيد الجامعي بكلية الهندسة المدنية الأستاذ محمد جمعة خليفة البالغ من العمر 51 عاماً بتعرضه لأزمة قلبية أدت لوفاته مباشرةً في مكتب مختار الحي الثالث بالحمدانية، وذلك بعد تفاقم حالته النفسية بسبب الضغوطات وسوء المعاملة والاستهتار وعدم الاحترام الذي طاله من قبل المختار والمعنيين هناك.
وذكر أحد أفراد عائلة الاستاذ المتوفى لتلفزيون الخبر أن الاستاذ محمد كان قدم طلباً للحصول على اسطوانة غاز لدى مختار الحي الثالث في الحمدانية، قبل 10 أيام من وفاته، وتم وضع اسمه في جدول نظمه المختار وحدد له يوماً لاستلام اسطوانته، إلا أنه عند قدومه في الوقت المحدد تفاجأ بأن اسطوانته قد حصل عليها شخص آخر.
وأشار المتحدث إلى أن “مختار الحي بدأ حجته بالقول أن الاسطوانة قد حصل عليها شخص آخر بالخطأ، وعند تشبث الاستاذ خليفة برغبته سماع تبرير واضح وتسليمه اسطوانة عوضاً عن اسطوانته التي وزعت على حسابه، انهى المختار حديثه بتبرير آخر مفاده أن خطأ حصل في الجداول أدى لشطب اسم الاستاذ، وأن عليه الانتظار مدة أسبوع لـ 10 أيام لتوزيع الجدول الجديد”.
وأوضح المتحدث أنه “في المرة الأولى استوعب المتوفى الامر، وعند قدومه للمرة الثانية بعد أسبوع، كانت الحجة تنتظره بأن خطأ آخر حصل وأدى لضياع بطاقته وأنه عليه الانتظار 10 أيام أخرى ووضع اسمه في الجدول التالي”.
وتابع “بعد صد ورد من قبل الاستاذ خليفة والمختار وأمام انفعال الأستاذ الذي قوبل ببرودة أعصاب واستهتار فظيع من قبل المختار وكأنه انسان يعمل لديه، لم يتحمل الاستاذ ما يجري له من سوء معاملة وقلة احترام على يد المعنيين هناك، الأمر الذي أدى لزيادة حالة الانفعال لديه وتعرضه لأزمة قلبية أثناء حديثه أمام المختار أودت بحياته “.
وكان العديد من المواطنين عبروا عن استياءهم من سوء المعاملة التي يتعرضون لها من قبل مخاتير الأحياء ولجان الأحياء المسؤولة عن توزيع المواد المدعومة للمواطنين، حيث ازدادت الشكاوي في عملية توزيع الغاز التي من النادر أن تتم بشكل خال من الأخطاء والمشاكل والمحسوبيات.
وقال أحد أهالي حي سيف الدولة “أن سيارات الغاز تصل للحي ولا يعلم أحد أين تذهب، والتوزيع إن تم فهو لمعارف وواسطات المختار واللجان، أما المواطن يأتي كل اسبوع في الوقت المحدد له ليسمع الجواب المعتاد بأن عليه العودة الاسبوع القادم لان الغاز ليس موجوداً”.
وقال شخص آخر يسكن في حي جمعية الزهراء أنه “عند قدوم الغاز للحي تكتظ الناس حول السيارات بشكل كبير ولا يتكمن إلا قلة قليلة من المواطنين الحصول على اسطوانة، بعد صراع مع الازدحام”.
وفي السياق ذاته تحدث أحد أهالي حي حلب الجديدة لتلفزيون الخبر عن “ضعف كميات الغاز التي تصل إلى الحي، وقيام المختار دوماً بإخبار المواطنين أن الكميات نفدت ولم يعد هناك اية جرة، في الوقت الذي تدخل فيه السيارات إلى الحي وتصل إلى المختار مليئة وتخرج فارغة، وعند بدء التوزيع فإن الكميات التي توزع تكون قليلة بالنسبة للكميات الواصلة”.
وتساءل العديدون عن “سبب وصول سيارات الغاز بكميات قليلة إلى بعض أحياء المدينة بحيث لا تكفي لسد حاجة أقل من ربع سكان الحي، في الوقت الذي أكدت فيه التصريحات الرسمية بأن “عملية الانتاج مستمرة وبكميات ازدادت عما قبل”، داعمين تصريحاتهم بانخفاض أسعار الغاز في السوق المحلية.
يذكر أن مدينة حلب تعاني من أزمات عديدة في معظم المجالات الخدمية وسط نداءات الأهالي التي تعلو مطالبةً “بمحاسبة المستغلين وضبط مخاتير الأحياء الذين يستغلون مواقعهم لتحقيق منافعهم الشخصية”.
تلفزيون الخبر – وطن اف ام