المديرة العامة لـ “يونسكو”: لا يمكننا أن نبقى صامتين إزاء التدمير الممنهج للتنوع الثقافي في العراق وسوريا
وقالت بوكوفا في مؤتمر صحفي عقدته في مقر المتحف الوطني اللبناني، بعد جولة في أرجائه برفقة وزير الثقافة اللبناني ريمون عراجي أنه “لم نشهد في التاريخ الحديث على تدمير متعمد وممنهج وبهذه الدرجة من الوحشية للتنوع الثقافي، كما نشهد اليوم في العراق وسوريا”.
ووصفت هذا الأمر بأنه “تطهير ثقافي يجري من خلاله اضطهاد الأقليات وتخريب التراث وكل ما يجسد التنوع والحرية”، مشددة أنه “لا يمكننا أن نبقى صامتين”.
وحيّت بوكوفا الشعب اللبناني لـ”استضافته مئات آلاف اللاجئين”، مشيرة الى أن اليونسكو “تعتمد على لبنان في القيام بدور ريادي في حملة (#متحدون_مع_التراث ) ردا على التطرف العنيف”.
ويتجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان، المسجلين رسميا لدى الأمم المتحدة، 1.2 مليون لاجئ.
يذكر أن حملة ( #متحدون_مع_التراث ) كانت قد أطلقت في العاصمة العراقية بغداد في مارس/آذار الماضي بهدف استغلال قوة وإمكانيات شلكات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت لنشر الوعي وحشد الدعم وتشجيع مشاركة الشباب في حماية التراث الثقافي المهدد جراء الخطاب الطائفي والعنف.
وكانت بوكوفا قالت في وقت سابق اليوم بعد زيارتها رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في السراي الكبير في بيروت “أصدرت أمس بيانًا عبّرت فيه عن القلق بخصوص مدينة تدمر(السورية)، وللأسف احتمال تدميرها”، مشيرة إلى أن “الأخبار مقلقة، وأنا طلبت أمس من جميع الأطراف حماية تدمر وإبقائها خارج العمليات العسكرية”.
ويسعى مقاتلو تنظيم “داعش” للسيطرة على مدينة تدمر التاريخية الشهيرة والواقعة في البادية السورية (وسط)، حيث بات على أبوابها، عقب سيطرته على مدينة السخنة شرق تدمر ومناطق أخرى شمالي المدينة الأثرية التابعة إدارياً لمحافظة حمص، بحسب ما أفادت به تنسيقيات سورية معارضة.
ويثير اقتراب “داعش” من المدينة الأثرية في تدمر، مخاوف من سيطرته عليها، ونهب أو تدمير الآثار الموجودة فيها وفي متحفها، خاصة بعد أن قام التنظيم خلال الأشهر الماضية بتدمير عدد من المواقع والمدن الأثرية في المناطق التي يسيطر عليها مثل متحف الموصل بمدينة الموصل شمالي العراق، وآثار مدينتي النمرود والحضر التاريخيتين شمالي العراق، ما أثار موجة من الإدانة من قبل المنظمات الأممية المهتمة بالآثار.
وتدمر الأثرية (بالميرا باللاتينية) الواقعة وسط مدينة تدمر الحديثة، هي إحدى أهم المدن الأثرية عالمياً، وورد اسمها في ألواح طينية تعود إلى القرن الثامن عشر ق.م، سكنها الكنعانيون والعموريون والآراميون، وتتميز بأن معالم الحاضرة القديمة شبه متكاملة، وتتوزع الأطلال فيها على مساحة تتجاوز 10كم2 ويحيط بها سور دفاعي من الحجر المنحوت، وآخر للجمارك من الحجر واللبن، وتتوزع بيوتها حسب المخطط الشطرنجي.
وأهم معالمها المعابد، منها “الإله بل” و”بعلشمين” و”نبو” و”اللات” و”ارصو”، إلى جانب الشارع الطويل وقوس النصر والحمامات ومجلس الشيوخ، والسوق العامة، ووادي القبور، والمدافن البرجية، كما يوجد في مدينة تدمر متحف كبير يضم آثاراً تعود لأكثر من 30 قرناً من الزمن.
الاناضول