
“يونسكو” تدعو لإنهاء فوري لـ”الأعمال العدائية” في تدمر
دعت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، إيرينا بوكوفا، اليوم الخميس، إلى إنهاء ما وصفتها بــ”الأعمال العدائية” في تدمر التاريخية فوراً عقب ورود تقارير تفيد بأن “جماعات متطرفة مسلحة” تسللت إلى الموقع المدرج على لائحة التراث العالمي للمنظمة.
وفي بيان صحفي نشره موقع “يونسكو” على الانترنت، اليوم الخميس، قالت بوكوفا “أشعر بقلق عميق إزاء الوضع في تدمر، والقتال هنالك يشكل خطراً على أحد أهم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط وعلى سكانها المدنيين”.
وأضافت: “أكرر مناشدتي بالوقف الفوري للأعمال العدائية في موقع تدمر، وأدعو أيضاً المجتمع الدولي لبذل كل ما في وسعه لحماية السكان المدنيين المتضريين وحماية التراث الثقافي الفريد في تدمر”.
وختمت المديرة بيانها بالقول “في النهاية لا بد أن يحترم جميع الأطراف الالتزامات الدولية لحماية التراث الثقافي أثناء النزاع، من خلال تجنب الاستهداف المباشر، فضلاً عن الاستخدام لأغراض عسكرية”.
وفي وقت سابق اليوم، أقرّ النظام بفقدانه السيطرة على مدينة تدمر، وسيطرة مقاتلي تنظيم “داعش” عليها، حسبما ذكرت وكالة أنباء النظام الرسمية(سانا).
من جهته، أعرب الأزهر عن “بالغ قلقه” من سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة تدمر الأثرية في سوريا، وطالب في بيان أصدره ، اليوم ،المجتمع الدولي بسرعة التحرك والقيام بدوره لـ”الحيلولة دون قيام عناصر تنظيم داعش الإرهابي بطمس المعالم الحضارية والأثرية بالمدينة”.
وأشار الأزهر في بيانه إلى أن “الدفاع عن المناطق الأثرية من النهب والسلب والدمار هي معركة الإنسانية بأكملها، حيث يجب أن تتكاتف الجهود من أجل حماية المدينة التي تعد أحد أهم وأقدم المواقع الأثرية في الشرق الأوسط من المصير المظلم الذي ينتظرها على يد داعش”.
ولفت إلى أن تدمير التراث الإنساني والحضاري “أمر محرّم شرعًا، وكذلك التعامل بالتهريب والبيع والشراء في الآثار المنهوبة؛ وهو ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة لتمويل عملياتها الإرهابية”.
ورأى البيان أن تدمير “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية للآثار هو “تنفيذ لأجندة استعمارية تهدف لإفراغ أوطاننا العربية والإسلامية من مكوناتها التراثية والثقافية والتاريخية”.
وتثير سيطرة “داعش” على المدينة الأثرية في تدمر، مخاوف من نهب أو تدمير الآثار الموجودة فيها وفي متحفها، خاصة بعد أن قام التنظيم خلال الأشهر الماضية بتدمير عدد من المواقع والمدن الأثرية في المناطق التي يسيطر عليها مثل متحف الموصل بمدينة الموصل شمالي العراق، وآثار مدينتي النمرود والحضر التاريخيتين شمالي العراق، ما أثار موجة من الإدانة من قبل المنظمات الأممية المهتمة بالآثار، بحسب رصد مراسل “الأناضول”.
وتدمر الأثرية (بالميرا باللاتينية) الواقعة وسط مدينة تدمر الحديثة، هي إحدى أهم المدن الأثرية عالمياً، وورد اسمها في ألواح طينية تعود إلى القرن الثامن عشر ق.م، سكنها الكنعانيون والعموريون والآراميون، وتتميز بأن معالم الحاضرة القديمة شبه متكاملة، وتتوزع الأطلال فيها على مساحة تتجاوز 10كم2 ويحيط بها سور دفاعي من الحجر المنحوت، وآخر للجمارك من الحجر واللبن، وتتوزع بيوتها حسب المخطط الشطرنجي.
وأهم معالمها القلعة الأثرية إضافة إلى المعابد، منها “الإله بل” و”بعلشمين” و”نبو” و”اللات” و”ارصو”، إلى جانب الشارع الطويل وقوس النصر والحمامات ومجلس الشيوخ، والسوق العامة، ووادي القبور، والمدافن البرجية، كما يوجد في مدينة تدمر متحف كبير يضم آثاراً تعود لأكثر من 30 قرناً من الزمن.
الاناضول