سياسة

هيثم مناع: من مآسي القدر أن يذهب صحفي لمقابلة الجولاني .. ومؤتمر السعودية تأجل لما بعد رمضان

أكد المعارض هيثم مناع أن هدف مؤتمر المعارضة السورية المقرر عقده في القاهرة في وقت لاحق من الشهر الجاري هو إحياء مسار الحل السياسي “لأنه لا يوجد حل عسكري بسورية وإنما يوجد فقط دمار عسكري”.

وقال مناع إن “أهم ميزة لهذا المؤتمر هي أنه سيقام بتمويل وجهد ومشاركة سورية خالصة ، وأن البلد المضيف مصر يقبل بذلك ويؤكد عليه بعكس بلدان أخرى تحاول تكرار فرض وصايتها على القرار السوري”.

وفي شأن ما أثير عن أن هدف المؤتمر هو تشكيل كيان سياسي يكون بديلا للائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية ، نفى مناع ذلك بقوة وأكد :”نحن لا نقبل أن نكون بدلاء لأي كيانات سياسية .. المؤتمر كما هو واضح من اسمه /المؤتمر الوطني للمعارضة من أجل حل سياسي في سورية/ يسعي لإعادة مفاوضات الحل السياسي بناء على اتفاق جنيف 1 ، باعتباره المرجع اليتيم الذي يقبل به المجتمع الدولي”.

ورفض مناع النبرة التشاؤمية والحديث عن عدم جدوى أي مؤتمر للمعارضة خاصة مع اتساع السيطرة الفعلية للتنظيمات المتشددة على الأرض ، وقال :”تنظيمات مثل داعش والنصرة تعيش وتزدهر لغياب الأمل في الحل السياسي : السوريون يائسون من غياب طرف يستطيع تخليصهم من تلك التنظيمات الإرهابية ولذا اختاروا النزوح من وطنهم .. والآن أكثر من 40% من الشعب لاجئ بدول الجوار .. ولو كان السوريون يرغبون في داعش والنصرة لما هربوا منهما”.

وتابع :”نحن على يقين بأن قوات النظام غير قادر بمفرده على كسب المعركة مع الإرهاب وكذلك الحال بالنسبة للفئات المقاتلة المعتدلة ، ولكن كلاهما معا ومع وجود حاضنة شعبية مؤيدة للحل السياسي سيكونون قادرين على حسم معركة الخلاص من الإرهاب والديكتاتورية في وقت واحد”.

وأوضح :”وفق بيان جنيف يتم التفاوض بين المعارضة وممثلين عن الحكومة بمشاركة ممثلين للمجتمع المدني تحت إشراف الأمم المتحدة للتباحث في وضع هيئة حكم انتقالي تكون ممثلة بأكبر قدر ممكن لطوائف الشعب السوري سواء كانوا مدنيين أو عسكريين .. ويتوافق ذلك مع إصدار مجلس الأمن والمجتمع الدولي قرارات بمحاربة ومعاقبة كل من يدعم ويمول الإرهاب بسورية وكذلك من يسهل وصول الإرهابيين إليها”.

وأضاف :”لا نتوهم بالطبع أن كل هذا سيتحقق بمؤتمر القاهرة ، وإنما نقول إن إعادة مسار جنيف ودعمه بقرارات إلزامية من مجلس الأمن تنفذ بأجندة زمنية بتجريم ومعاقبة من يساند الإرهاب بسورية هو الخطوة الأولى على الطريق الصحيح”.

وأبدى مناع تفهما لحجم العراقيل التي تقف في طريق محاربة الإرهاب بسورية خاصة وأن دولا تقف وراءه ، وقال :”هناك دول معروفة بالاسم بالمنطقة لا تريد الحل السياسي لكونها تدعم الإرهاب بسورية ، بل وتسهل دخول الإرهابيين .. وهي الآن تعارض بشدة عقد مؤتمرنا وتهاجمه لخشيتها من كل خطوة نحو حل سياسي يعارض مصالحها ويعرض مسؤوليها للمحاسبة”.

وتابع :”للأسف أصبحنا ملعبا لتصفية الخلافات الإقليمية .. هذا يريد أن يصفي حسابه مع إيران والآخر مع السعودية والدم السوري هو الضحية ، وصار السوريون متهمين بالإرهاب بينما نحو نصف من يقاتلون في صفوف داعش والنصرة أجانب”.

وأعرب عن قناعته بأن المجتمع الدولي سيصدر قرارات لمعاقبة داعمي الإرهاب في سورية “ليس حبا منه في سورية وأهلها ، ولكن خشية منه على مصالحه وأمنه بعد فشل نظرية احتواء العنف داخل الأراضي السورية ، وذلك بعد تكرار محاولات عناصر التنظيمات الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية تنفيذ عمليات نوعية في أوروبا”.

وشدد بالقول :”يمكن للسوريين في ظل حكم انتقالي عادل مدعوم بقرارات دولية ملزمة أن يهزموا الجولاني والبغدادي وأمثالهما مهما كبرت شوكتهم وشوكة داعميهم” ، لافتا إلى أن “مجرد تغيير شخص رئيس الوزراء في العراق غير الكثير من الوقائع على الأرض فكيف يمكن تصور الحال بسورية إذا ما تغيير النظام بأكمله وصارت هناك دولة مواطنة وحريات؟”.

ولفت إلى أن النظام السوري “لا يلاحق المتورطين بالإرهاب في سورية لكونه هو ذاته ملاحق بارتكاب جرائم ، بينما لو جاءت هيئة حكم انتقالي فستفضح وتلاحق المتورطين في المتاجرة بالدم السوري على كافة المستويات”.

وسخر مناع من تصريحات زعيم جبهة النصرة أبو محمدالجولاني في حواره مع قناة الجزيرة القطرية ، وقال :”من مآسي القدر أن يصبح الجولاني منظرا ومفكرا ، ومن مآسي القدر أيضا أن يذهب صحفي لمقابلته .. ذلك الفاشل دراسيا الذي جاء بأموال (زعيم داعش أبو بكر) البغدادي ثم خرج عليه ويعيش على الارتزاق بات مفكرا .. بل ويطالب المسيحيين والعلويين والإسماعيليين بالعودة للإسلام لكي يأمنوا على حياتهم”.

ودعا مناع المتورطين في دعم الإرهاب إلى التعلم من دروس التاريخ ، وقال :”نظام الأسد كان يسهل دخول جماعة الزرقاوي للعراق بعد الاحتلال الأمريكي لها واليوم هو من يعاني بعد أن صار لديه عشرة آلاف زرقاوي بأرضه … ووفقا للتقارير الاستخباراتية التركية هناك ثلاثة آلاف عنصر من داعش يعيشون بتركيا كخلايا نائمة ، فهل يتوقعون بقاءهم هكذا للأبد؟”.

وفيما يتعلق بطبيعة المشاركين بالمؤتمر وموقفه من شخصيات كقائد جيش الإسلام زهران علوش وغيره من قيادات الفصائل المسلحة التي تسيطر على مساحات من الأرض ، قال مناع :”كل شخص لا يؤمن بالحل السياسي ويتصور حاله مجاهدا وأنه منتصر لا محالة لا علاقة له بالمؤتمر .. وكل من يقف في وجه العملية السياسية هو خارج عن الشرعية بالنسبة لنا”.

وأضاف :”المؤتمر يشارك به 35 حزبا من معارضة الداخل والخارج .. ولن يتم توجيه الدعوة لأي شخص له علاقة بمؤسسات النظام السوري ، كما لم تتم دعوة أي مجموعة تتحالف مع كيان إرهابي كجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت أنها في تحالف مع النصرة”.

وشدد :”نحن نريد تشكيل وفد من المعارضة يتمتع بالكفاءة والمصداقية والنزاهة والاحترام الاجتماعي والولاء لسورية أولا وأخيرا .. أما مرحلة التفاوض مع النظام بالمستقبل فستكون تحت إشراف الأمم المتحدة”.

وفي رده على تساؤل حول إذا كان القائمون على مؤتمر القاهرة سيقبلون باستمرار الأسد على رأس السلطة خلال المرحلة الانتقالية ، أجاب :”نحن لدينا خارطة طريق مذكور بها أن تصوراتنا للحل السياسي تنطلق من إدراكنا لاستحالة نجاح الخيار العسكري واستدامته واستمرار منظومة الحكم التي لا مكان لها بالمستقبل”.

وفيما يتعلق بالتنسيق مع المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا ومدى قبول دعوته لإيران للمشاركة في مؤتمر “جنيف 3 ” ، أشار إلى أنه لا يعارض دعوة إيران وإنما يرى ضرورة دعوة كل من له علاقة بالأزمة السورية بما في ذلك إيران وقطر وتركيا “حتى يكون أي اتفاق يخرج عن المؤتمر ملزما ولا يتنصل منه أحد بحجة عدم المشاركة”.

أما فيما يتعلق بالحديث حول نية السعودية الدعوة لمؤتمر للمعارضة للبحث في مرحلة ما بعد الأسد ليكون هذا المؤتمر على غرار اتفاق الطائف اللبناني ، قال مناع :”هذا ما وصلنا وعرض علينا من أصحاب الأمر ، ولكن بعد ذلك وصلتنا رسالة بتأجيل عقد هذا المؤتمر من شهر أيار/مايو الماضي إلى ما بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وربما أبعد من ذلك”.

واختتم مناع حديثه بالتأكيد على أن مشروع تقسيم سورية موجود ووراءه كثيرون ممن يرغبون في عدم وجود دولة سورية ، متوقعا في الوقت نفسه عدم تمكنهم من تنفيذه بفضل جهد الكثير والكثير من أبناء سورية.

د ب ا

زر الذهاب إلى الأعلى