سياسة

نيويورك تايمز: استهداف قيادات القاعدة دائرة مفرغة

اعتبر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن اغتيال “إرهابيين” في غارات جوية ناجحة قد يكون نجاحا لتكتيك الطائرات بدون طيار، ولكنه نجاح لم يؤد حتى الآن لنتيجة ملموسة.

واستطرد بالقول إن اغتيال قيادات في مجاميع تعتبرها واشنطن خطرة، لم ينتج عنه حتى الآن أي تقدم في استئصال فتيل الأزمة في اليمن وليبيا.

وقال التقرير -الذي كتبه مارك مازيتي وسكوت شين- إن الأسبوع الماضي شهد قيام الولايات المتحدة باستهداف قياديين في القاعدة في بلدين هما اليمن وليبيا، فاغتالت ناصر الوحيشي في الأول واستهدفت مختار بلمختار في الثاني.
ويضيف أن 18 شهرا تفصل الرئيس الأميركي باراك أوباما عن نهاية ولايته، ويبدو أنه مع صعود نجم تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة وقيامهما بملء الفراغ في السلطة في عدة بلدان منها اليمن وليبيا، فإن الحرب بعيدة المدى والنجاح في اغتيال بعض القيادات في تلك المجموعات هو أقصى ما يمكن أن ترجوه إدارة أوباما في ظل ما تقدم.
ونقل التقرير عن مشرعين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة أصبحت في وضع لا يؤهلها لإعادة طرح نظريات إعادة الإعمار ومشاريع البنية التحتية وإن دورها عاد لينحصر في عمليات “مكافحة الإرهاب”.

وقال المشرع الديمقراطي وعضو لجنة مجلس النواب للاستخبارات آدم شِفْ “في الوقت الراهن، دورنا محدود جدا في ما يمكن أن نفعله في أماكن مثل ليبيا واليمن”.

وتطرق التقرير إلى تضارب المصالح وتشابكها في اليمن ووصف موقف الولايات المتحدة في الحرب بين الحوثيين والتحالف العربي بقيادة السعودية بأنه “غريب”.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة التي تستهدف تنظيم القاعدة في اليمن بلا توقف، تضطلع بدور لوجستي مهم في العمليات التي يشنها التحالف العربي على الحوثيين حيث تزود السعودية بالمعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي، أي إنها عمليا تعين التحالف على الحوثيين العدو اللدود لعدوها القديم، تنظيم القاعدة.

ووصف السفير الأميركي السابق في اليمن ستيفين سيش الوضع بأنه غير منطقي وقال “إذا كنّا نبحث عن المنطق هنا (الوضع في اليمن) فلن تجد شيئا”.

إلا أن سيش دافع عن المبدأ الذي رفعه أوباما منذ الحملة على العقيد الليبي الراحل معمر القذافي والذي عرف باسم “القيادة من الصفوف الخلفية” واستشهد بما حدث في العراق وأفغانستان حيث أنفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات وخسرت آلاف القتلى.

قال سيش “نأمل أن نعترف بعد ما حدث في أفغانستان والعراق بالقدرة المحدودة للقوة العسكرية على توجيه الأحداث. إن المعارك التي حققنا فيها انتصارات، أثبتت أنها انتصارات وقتية”.

المصدر : نيويورك تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى