عقدت “اللجنة الدولية لشؤون المفقودين” مؤتمراً بمقرها في “لاهاي” الهولندية استمر 3 أيام خلال الأسبوع الحالي.
وذكرت “اللجنة” عبر موقعها الرسمي أن الهدف من المؤتمر هو تزويد العائلات ومنظمات المجتمع المدني “بمنتدى” لتوضيح احتياجاتهم ومناقشة الدعوة الفعالة لدعم حق العائلات في الوصول الى الحقيقة والعدالة وجبر الضرر.
وناقشت “اللجنة” قضية السوريين الذين تم احتجازهم داخل البلاد دون الوصول إلى أسرهم أو إلى تمثيل قانوني، بالإضافة للحاجة إلى قاعدة بيانات مستقلة وحيادية ومركزية تمكن من بذل جهد منتظم لتحديد مكان المفقودين وتحديد هويتهم والخطوات التي يجب اتخاذها لدعم عملية تحديد الهوية التي تبدأ في “شمال شرق سوريا”، والخطوات التي يمكن اتخاذها لدعم الدول التي تستضيف أعدادًا كبيرة من “اللاجئين السوريين” حتى يمكن بذل جهود فعالة لحساب أقارب اللاجئين المفقودين.
كما بحث “المنتدى” مبادرات لضمان إدراج قضية المفقودين والمحتجزين في اتفاق سلام مستقبلي ويتم استكشاف تلك الخيارات لإدراج القضية في دستور مستقبلي وإنشاء آليات بعد انتهاء الحرب كالهيكل المركزي الذي يحدد مكان الأشخاص المفقودين وتحديد هويتهم، فضلاً عن التشريعات التي تضمن حقوق عائلات المفقودين.
وأكدت “منظمات المجتمع المدني” دعمها “للمقترح السويدي” الأخير بتشكيل محكمة لمقاضاة مقاتلي “داعش” على الجرائم المرتكبة في سوريا والعراق.
وخلال الاجتماع قالت ياسمين المشعان من رابطة “عائلات القيصر”: إنه يجب على العائلات أن تلعب الدور الرئيسي في العملية، ومن المهم أن تساهم الأسر بطريقة جوهرية في تطوير السياسة وتنفيذها لاحقًا.
وأضافت “المشعان” أن العائلات ومنظمات المجتمع المدني مستعدون للقيام بدور نشط، وأنه يجب عليهم تحديد وتطوير القنوات التي تتيح لهم القيام بذلك بشكل فعال.
بدورها قالت المديرة العامة لللجنة الدولية لشؤون المفقودين “كاثرين بومبرغر”: إن برنامج سوريا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لبرنامج اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، والذي بدأ في عام 2017 بدعم من الاتحاد الأوروبي، يعمل مع منظمات المجتمع المدني و العائلات لوضع استراتيجيات فعالة للدعوة وجمع المعلومات التي يمكن تطبيقها كجزء من برنامج منهجي للمحسابة من أجل المفقودين.
وأوضحت “كاثرين” أن أكثر من نصف من شملهم الاستطلاع قبل مؤتمر بروكسل الثالث للاتحاد الأوروبي حول سوريا شهر آذار من هذا العام قالوا إن قضية المفقودين، بمن فيهم ضحايا الاختفاء القسري والمحتجزين، هي الموضوع الأكثر أهمية في مجال العدالة و تماسك.
كما أشارت “كاثرين” إلى أنه من الضروري أن يتم تضمين قضية المفقودين في محادثات السلام وأن يتم تضمين الأحكام المناسبة في تسوية سلمية نهائية، مضيفةً أنه يمكن لللجنة المساعدة في إنشاء مستودع مركزي للبيانات المتعلقة بتحديد مكان المفقودين وتحديد هويتهم وذلك من خلال نظام إدارة بيانات ال (iDMS) ، والذي طبقته اللجنة بنجاح للمحسابة من أجل أعداد كبيرة من الأشخاص المفقودين في أجزاء أخرى من العالم.
يشار إلى أن المنظمات المشاركة في المحادثات هي: “جمعية رابطة عائلات قيصر، مؤسسة دولتي، عائلات من أجل الحرية، المركز السوري للدراسات والبحوث القانونية، جمعية المحامين السوريين الأحرار، نساء الآن، الحملة من أجل سوريا، نوفوتوزون، منظمة هورايزن الإنسانية، محامون و أطباء لحقوق الإنسان، وائتلاف أسر المختطفين من قبل داعش”.
ويذكر أن “اللجنة الدولية لشؤون المفقودين” هي منظمة دولية حكومية قائمة على المعاهدات ومقرها في لاهاي، هولندا. وتتمثل مهمتها في ضمان تعاون الحكومات وغيرها في العثور على “المفقودين” وتحديد هويتهم في النزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان والكوارث والجريمة المنظمة والهجرة الغير نظامية وغيرها من الأسباب ومساعدتهم في القيام بذلك، كما أنها المنظمة الدولية الوحيدة المكلفة حصرياً بالعمل على قضية الأشخاص المفقودين، ويدعمها الاتحاد الأوروبي.