سورياسياسة

دراسة لجامعة كامبريدج: التعليم في سوريا ينهار تماماً – مترجم –

نشرت جامعة كامبريدج البريطانية تقريرا مطولا عن واقع التعليم العالي في الجامعات السورية بعد سنوات الحرب، استخلصت فيه أن نظام التعليم السوري يواجه “انهياراً كاملاً” لعدد من الأسباب؛ يتحمل نظام الأسد المسؤولية الأكبر منها.

وتوضح الدراسة وفق ما ترجم فريق موقع “وطن FM” أن الجامعات في سوريا عانت من التسييس والعسكرة وانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك حالات الاختفاء والقتل، وينقل التقرير شهادات طلبة وأكاديميين بعضهم لا يزال ينشط في سوريا، عن حالات ترويع قوات الأمن للطلبة في الحرم الجامعي، واتجاه نظام الأسد إلى “عسكرة” وتسييس الجامعات عبر نشر عناصر أمنيين وعسكرين بين الطلبة والموظفين، فضلا عن الظواهر الأخرى كالاحتجاز، والمحسوبية والاختفاء والتشريد والقتل بهدف تغير التركيبة الديموغرافية للتعليم العالي، وهو ما أدى إلى انعدام الثقة بمؤسسات التعليم العالي، وفق التقرير.

ترى الدراسة أن ما قبل عام 2011 كانت سوريا تفتخر بواحد من أكبر وأنجح أنظمة التعليم العالي في الشرق الأوسط، فيما تسببت الحرب بتدمير النظام الجامعي، وأجبرت ما يصل إلى 2000 أكاديمي جامعي ونحو 10 آلاف طالب على اللجوء إلى خارج البلاد.

يروي أحد الأكاديميين الذين تمت مقابلتهم في الدراسة كيف دمر عناصر مخابرات الأسد في عام 2012 كل شيء في الجامعة (دون تحديد اسمها)، واعتدوا بالضرب على جميع الحاضرين هناك لأنهم خرجوا باحتجاجات ضد النظام، ويضيف الأكاديمي أنه تم سحب أحد الأساتذة من قبل اثنين من عناصر الأمن أمام الطلاب، وجرى نقله إلى السجن بسبب آرائه السياسية.

وترى الدراسة أنه بالإضافة إلى انتهاكات مخابرات الأسد فإن ثمة أسبابا أخرى لانهيار النظام التعليمي السوري، يتحمل نظام الأسد المسؤولية عنها أيضا، منها تقليص الروابط بين الجامعات السورية والجامعات الغربية، مع تعزيز التعاون مع الدول الداعمة للنظام ، بما في ذلك روسيا وإيران والصين، واختفاء الأبحاث العلمية التي كانت موجودة بشكل محدود قبل عام 2011، بسبب نقص التمويل واستحالة البحث الميداني.

سبب آخر حدده الباحثون وهو تحويل التمويل الجامعي المحدود لنفقات أخرى يستفيد منها النظام في الحرب، وازدياد التدخل الأمني في محتوى وتقديم المناهج بالمناطق الخاضعة لنظام الأسد، ولا يزال الاعتماد الأكبر على الكتب المدرسية التي “عفا عليها الزمن”، وتدهورت جودة التدريس بسبب ضياع موظفين مؤهلين ذوي خبرة واستبدالهم بخريجين حديثين غير مدربين، وانتشرت تقارير عن الرشوة والغش وإصدار الشهادات المزورة.

أما السبب الأخير فهو زيادة فرص دخول الطلاب إلى الجامعات عبر تخفيض متطلبات القبول لسد النقص الكبير في المقاعد بعد تشريد واعتقال آلاف الطلبة، فضلا عن امتناع آخرين عن إكمال الدراسة بسبب مخاوف على السلامة الشخصية والفقر.

يذكر أن حرب نظام الأسد على السوريين بعد عام 2011 ركزت على إضعاف البنية التعليمية بشكل متعمد، لا سيما في المناطق التي شهدت احتجاجات ضد قوات الأسد، وذلك عبر عدة وسائل منها ملاحقة الطلبة والأكاديميين أمنيا، واستهداف المراكز التعليمية من مدارس وجامعات بشكل مباشر بالقصف.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقارير سابقة، تدمير قوات الأسد 3873 مركزا تعليميا بشكل كامل أو جزئي في سوريا، فضلا عن تحويل مئات المدارس لمراكز اعتقال وتعذيب في ظل زيادة العدد الكبير للمعتقلين وخاصة في السنة الأولى للثورة السورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى