تحيي الولايات المتحدة الذكرى الـ 18 لأحداث “11 سبتمبر” من عام 2001، والتي استهدفت مركز الثقل الاقتصادي الأمريكي في “مبنى التجارة العالمي” بمدينة نيويورك.
ونكست الولايات المتحدة الأعلام الوطنية اليوم الأربعاء، حدادا على ضحايا الهجمات التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي، وأجزاءً من مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) .
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان نشره البيت الأبيض يوم 11 أيلول 2019 يوماً وطنياً، ودعا “كل الإدارات والوكالات والوزارات الأمريكية إلى تنكيس الأعلام في اليوم الوطني لذكرى الناس، الذين قتلوا يوم 11 سبتمبر 2001”.
ماذا تعرف عن أسوأ أيام الولايات المتحدة؟
قتل 2974 شخصا وفقد 24 آخرون، وسقط آلاف الجرحى والمصابين، من سكان نيويورك بمن فيهم رجال إطفاء وإسعاف وشرطة، عندما انهار برج التجارة العالمي نتيجة هجوم مدبر تبناه “تنظيم القاعدة”.
وفي التفاصيل.. استولى 19 عنصرا يتبعون لتنظيم “القاعدة” على 4 طائرات مدنية وتجارية، بعد عملية معقدة، وبدأ الهجوم عندما ضربت طائرتان من طراز “بوينغ 757” برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، وأصابت طائرة ثالثة مبنى “البنتاغون” فيما تحطمت الرابعة في حقل “بشانكسفيل” في بنسلفانيا.
أحدث اصطدام الطائرة الأولى (تحمل 92 شخصا بين راكب وطاقم) فجوة كبيرة وحريقا ضخما، في واجهة المبنى الأول لمركز التجارة العالمي، وبعد 18 دقيقة وأمام عدسات التلفزيون الأمريكي اصطدمت الطائرة الثانية (تحمل 64 شخصا) بالبرج المجاور محدثة انفجارا قوياً.
وبدأت بعد ذلك النيران بالتهام الطوابق واحدا تلو الآخر من البرجين بالتزامن مع تساقط أجزاء البرج على الشوارع والساحة المجاورة، قبل أن ينفجر البرجان وينهارا بشكل كامل، بعد أقل من ساعة على الهجومين.
تم إخلاء مبنى البيت الأبيض في واشنطن بعيد إخلاء وزارة الدفاع “البنتاغون”، وكذلك مبنى وزارة الخارجية الذي يقع وسط واشنطن، وأمرت قوات الأمن بإخلاء جنوب مانهاتن (مكان البرجين) بكامله وطلبت من مئات الآلاف من العاملين في المنطقة أو المقيمين فيها بمغادرة المكان سيرا على الأقدام والتوجه شمالا.
أما الرئيس الأمريكي آنذاك “جورج بوش” والذي كان يقوم بزيارة إلى ساراسوتا (فلوريدا) فأعلن في تعليقه الأول أن الأمر “يتعلق على ما يبدو باعتداء إرهابي”، ونقل على الفور “لأسباب أمنية” إلى مكان آمن داخل قاعدة عسكرية في نبراسكا وسط “الولايات المتحدة”.
وقال “بوش” في وقت لاحق إن القوات المسلحة الأميركية في “حالة تأهب قصوى” وتوعد “بملاحقة ومعاقبة المسؤولين عن الاعتداءات الإرهابية” في نيويورك وواشنطن، مشيرا بالقول: “الولايات المتحدة لن تميز بين الإرهابيين والذين يحمونهم”.
داخليا، توالت الانتقادات من الكونغرس لوكالة المخابرات الأميركية (CIA) ومكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) لفشلهما في إحباط خطط هذه الهجمات التي تمت “بشكل متقن”.
وبعد ساعات من التوتر التاريخي الذي شهدته الولايات المتحدة أعلنت مصادر أمنية أمريكية وجود مؤشرات إلى احتمال تنفيذ “أسامة بن لادن” وتنظيمه القاعدة للهجمات.
ولاحقا ذكرت “القوات الأمريكية” أنها عثرت على شريط في بيت مهدم جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001، يظهر فيه أسامة بن لادن وهو يتحدث إلى “خالد بن عودة” عن التخطيط للعملية، وقد قوبل هذا الشريط بموجة من الشكوك بشأن مدى صحته.
وفي عام 2004 أظهر تسجيل مصور منسوب لابن لادن بُث قبيل الانتخابات الأمريكية إعلانه مسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجوم، وبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن محمد عطا (واسمه الكامل محمد عطا السيد) هو الشخص المسؤول عن ارتطام الطائرة الأولى بمبنى مركز برج التجارة العالمي، كما أعتبر محمد عطا المخطط الرئيسي للعمليات الأخرى.
تغير وجه العالم!
يزعم كثيرون أن ما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بدأ يتغير وجه العالم، حيث أدت هذه الأحداث إلى حصول تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية، والتي بدأت مع إعلانها “الحرب على الإرهاب” ومنها الحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان وغزو العراق، وإسقاط نظام “صدام حسين” هناك أيضا.
كما يربط كثيرون بين الاستراتيجية التي تنتهجها الولايات المتحدة حاليا حيال ما يجري من صراعات في الشرق الأوسط، وبين تلك الأحداث، حيث تصدر “الإرهاب” منذ ذلك الحين قائمة المخاطر التي تهدد الولايات المتحدة وحلفاءها حول العالم، بعد أن كان ثقل السياسة الأمريكي منصبٌّ على منافسة روسيا، وما تبقى من آثار للحرب الباردة.