ركز البيان الختامي للقمة الثلاثية حول سوريا في العاصمة التركية أنقرة على ضرورة الحفاظ على “سيادة ووحدة” سوريا وأراضيها، والتمسك بمبادئ الأمم المتحدة.
ولم يتطرق البيان الختامي كثيراً -على عكس المتوقع- إلى التصعيد الدموي المستمر لقوات الأسد وروسيا في منطقة (خفض التصعيد) شمال غرب سوريا، ولم تشهد القمة الاتفاق على صيغة لتهدئة دائمة في إدلب وفق ما كان يتطلع المدنيون في الشمال السوري.
ووفق البيان “بحث الزعماء بدقة الوضع في منطقة خفض التوتر في إدلب، وأكدوا تصميمهم على ضمان التهدئة على الأرض من خلال تنفيذ جميع عناصر اتفاقيات إدلب، لا سيما مذكرة 17 أيلول 2018(اتفاق سوتشي).
وبحسب ما نقلت وكالة “الأناضول”، اتفق القادة كذلك على ضرورة اتخاذ تدابير ملموسة على أساس الاتفاقات القائمة بينهم؛ لحماية السكان المدنيين وفقًا للقانون الإنساني الدولي، ولضمان سلامة وأمن نقاط المراقبة داخل وخارج منطقة خفض التصعيد في إدلب، وكذلك أمن الأفراد العسكريين.
وأعرب الزعماء عن قلقهم البالغ إزاء زيادة وجود منظمة “هيئة تحرير الشام” =في المنطقة، وأكدوا تصميمهم على مواصلة التعاون فيما بينهم من أجل القضاء على تنظيم “داعش”، وجبهة النصرة.
وقال البيان الذي أصدره زعماء دول تركيا وروسيا وإيران في ختام القمة مساء الإثنين 16 أيلول: “نؤكد على أنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في شمال شرق سوريا إلا على أساس احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية”.
وأكد البيان رفض قادة الدول الثلاث محاولة خلق أي وقائع جديدة في الميدان تحت عباءة “مكافحة الإرهاب” في سوريا، وفي هذا الصدد أدان البيان قرار الولايات المتحدة بخصوص مرتفعات الجولان المحتلة والذي يعد انتهاكا للقوانين الدولية ويهدد أمن المنطقة
كما أكد الزعماء المشاركون في القمة مجددًا على عدم إمكانية حل الأزمة السورية بالوسائل العسكرية، وضرورة حل الصراع من خلال العملية السياسية، التي يقودها السوريون برعاية الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحفي مع نظيريه الروسي والإيراني، أن القمة الثلاثية اتخذت قرارات وخطوات هامة من شأنها إنعاش آمال الحل السياسي في سوريا.
وقال أردوغان: “قررنا خلال اجتماع القمة الثلاثي حول سوريا، مباشرة اللجنة الدستورية أعمالها في أقرب وقت ممكن”.
وأوضح أن القمة زعماء القمة تبنوا مواقف مرنة وبنّاءة فيما يخص أعضاء اللجنة، موضحا أن الجهود المشتركة أثمرت عن تغييب بعض الشوائب التي كانت تعيق تشكيل اللجنة.
وبدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده وضعت مع تركيا وإيران أساس الحل الدائم في سوريا مؤكدا أن مسار أستانة حول سوريا، بضمانة روسيا وتركيا وإيران، يعد الآلية الأكثر فعالية التي تساهم في عملية إيجاد حل بسوريا.
في حين قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه، “تم تشكيل اللجنة الدستورية (في سوريا) بالكامل ونأمل أن تبدأ عملها في أسرع وقت ممكن وأن تشرع في تدقيق الدستور”.