خرجت عدة مظاهرات مساء الجمعة 20 أيلول تطالب برحيل النظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي، في أكبر موجة احتجاج ضد السيسي منذ وصوله إلى السلطة عبر انقلاب عسكري في 2013.
وتجمع مئات المواطنين المصريين وسط العاصمة القاهرة وعدة مدن أخرى مثل الاسكندرية والسويس ودمياط في ساعة متأخرة، ورددوا شعارات تطلب برحيل النظام الحالي، وذلك استجابة لدعوة الفنان والمقاول محمد علي، والذي اشتهر مؤخرا بعد نشره فيديوهات تتحدث عن فساد كبير لدى نظام السيسي.
وحل وسم #ميدان_التحرير في موقع تويتر بصدارة الترند العالمي بعد أن تجاوز عدد التغريدات عليه عتبة 1.3 مليون تغريدة، حتى ساعات متأخرة من ليلة الجمعة.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود أن الشرطة ألقت القبض على بعض المتظاهرين، وتحركت قوات الأمن لتفريق التجمعات الصغيرة والمتفرقة باستخدام الغاز المسيل للدموع في القاهرة.
https://twitter.com/TurkiShalhoub/status/1175324031324708864?s=20
لكن تحركات الشرطة لم تؤثر على سير المظاهرات، إذ واصل كثير من الشبان إطلاق هتافات كـ ”ارحل يا سيسي“ والشعب يريد إسقاط النظام وسط القاهرة، حسبما أظهرت تسجيلات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
شباب الثورة يمزقون صور #السيسي في #المنصورة..#ارحل_يا_سيسي#ميدان_التحرير#الشعب_يريد_اسقاط_النظام pic.twitter.com/a7UFs1R7DM
— أحمد البقري (@AhmedElbaqry) September 21, 2019
في غضون ذلك دعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات المصرية إلى ضمان حق المواطنين بالاحتجاج السلمي، وأكدت أن الأجهزة الأمنية التابعة للسيسي استخدمت العنف الوحشي ضد المتظاهرين.
وقالت “رايتس ووتش” في بيان أصدرته اليوم السبت: “إن على السلطات المصرية أن تدرك أن العالم يراقب ويتخذ الخطوات الضرورية لتجنب تكرار الفظائع”
وأضاف البيان: نحث شركاء مصر الدوليين والأمم المتحدة على دعوة الحكومة المصرية لاحترام حقوق شعبها”؟
ومنذ مطلع أيلول الحالي، نشر الممثل والمقاول “محمد علي” مقاطع فيديو يتحدث فيها عن إهدار نظام السيسي ملايين الجنيهات على قصور وفيلات وفنادق فاخرة بينما يعاني المواطنون من الفقر وتطبيق إجراءات تقشف خلال السنوات الماضية.
وتفاعل آلاف المصريين مع التسجيلات التي ينشرها محمد علي المقيم في أسبانيا والتي وصل عدد مشاهداتها إلى الملايين، على رغم من نفي الرئيس السيسي صحة تلك التسجيلات، واصفا إياها بأنها “كذب وافتراء”.
رواية الإعلام المصري !
ومع اتساع التفاعل العربي والعالمي مع مظاهرات الجمعة في مصر، سارعت شخصيات إعلامية موالية للنظام الحاكم في مصر، للحديث عن التطورات الجارية، وأفردت لذلك مساحات كبيرة على الشاشات التلفزيونية المقربة من الحكومة.
الإعلامي “عمرو أديب” شكك في مصداقية مقاطع الفيديو المصورة للمظاهرات، واعتبر أنها عبارة عن “عدد محدود من الثواني ويتم تكرارها للإيحاء بضخامة المظاهرات”.
ورأى أديب أن التفاعل مع المظاهرات آخذ بالتراجع، وزعم وجود دور لـ”المخابرات القطرية والمخابرات التركية في دعم محمد علي”
المذيع “رامي رضوان” بدوره اعتبر في برنامج على محطة “دي ام سي” أن ما يجري في مصر ليس إلا “فبركة من تنظيم الإخوان المسلمين”
أما الإعلامي الأشهر بموالاته لحكومة السيسي “أحمد موسى” فكان قد تحدى المحتجين في حلقة سابقة بأنه سينتظرهم في ميدان التحرير، وهو ما دفع الكثير من المتظاهرين في الميدان يتساءلون عن وجوده.
يذكر أن السيسي وصل إلى الحكم عبر انقلاب عسكري دموي في 30 تموز 2013 على الرئيس الراحل المنتخب آنذاك محمد مرسي، وتبع انقلاب السيسي، انحدار تاريخي غير مسبوق لمصر في مجال الاقتصاد والأمن وحقوق الإنسان والحريات.