طهران تسوّق «مبادرة» لحل الوضع في سوريا تركز على المصالحة ومواجهة الإرهاب
دخلت سلطنة عمان علی خط تسوية االوضع في سوريا في ظل الحديث عن زيارة مرتقبة لوزير خارجية الأسد وليد المعلم الى مسقط بعد زيارته الى طهران، وذلك بناء علی دعوة موجهة من نظيره العماني يوسف بن علوي،
في وقت اقترحت ايران مبادرة جديدة في ضوء اللقاء الوزاري الأميركي – السعودي – الروسي في الدوحة تبدأ بـ «وقف فوري لإطلاق النار» وتعديل الدستور السوري لحماية الأقليات وصولاً الى انتخابات تجري بإشراف مراقبين دوليين.
وأوقفت «حركة احرار الشام الإسلامية» مفاوضاتها مع وفد ايراني في شأن مدينة الزبداني بسبب «اصرار ايران على إلغاء الوجود السني من المدينة»، فيما افيد بحصول «استنفار في القرى العلوية» في ريف اللاذقية بعد وصول مقاتلي المعارضة الى تخوم غرفة عمليات قوات الأسد و «حزب الله» في ريف حماة. وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال لقائه المعلم في طهران امس استمرار دعم نظام الأسد «في مواجهة الحركات الإرهابية»، فيما اكد امين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني دعم الحوار السوري لـ «التوصل الی وقف اطلاق النار وإجراء المصالحة الوطنية التي تصب في مصلحة الشعب السوري»، لكنه حذر من «اي تدخل عسکري للدول الأجنبية في ازمة سورية باعتباره امراً غير مقبول وسيؤدي الی تفاقم الأزمة وتوسيع رقعة الإرهاب وانعدام الأمن في المنطقة».
ولم يعقد المعلم مؤتمراً صحافياً مع نظيره الإيراني بعد انتهاء المحادثات كما جرت العادة، لكن مصادر وزارة الخارجية ذكرت ان اجتماعات ثنائية وثلاثية تمت بين معاوني وزراء روسيا وإيران، اضافة الی المعلم.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية ان طهران تجري مشاورات مع معاون وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمعلم «استناداً إلى نتائج الاجتماع الثلاثي الذي عقد في الدوحة الإثنين الماضي بين وزراء الخارجية الأميركي والروسي والسعودي قبل ان تقوم بتعديل مبادرتها التي طرحتها في شأن اجراء المصالحة في سورية وعودة الأمن والاستقرار فيها».
وكانت وكالة «ارنا» الإيرانية الرسمية افادت بأن المبادرة تتضمن اربعة بنود، هي: «وقف فوري لإطلاق النار وتشکيل حكومة وحدة وطنية وإعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية والطائفية ثم إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين».
وقال معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ان الخطة ستقدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بعد استكمال مناقشات مفصلة بين طهران ودمشق»، علماً ان بوغدانوف أطلع الجانبين السوري والإيراني على نتائج لقاء الدوحة والخطوات التي تنوي روسيا المشاركة بها مع الولايات المتحدة».
وقال نائب رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هشام مروة أمس: «تلقى رئيس الائتلاف خالد خوجة دعوة مطلع الشهر الحالي للقاء لافروف في موسكو، ووافق الائتلاف على تلبيتها لكن موعد الزيارة النهائي لم يحدد بعد».
وأكد «الائتلاف» في بيان رداً على المبادرة الإيرانية «تمسكه الثابت بحل سياسي يستند الى مرجعية جنيف لناحية تشكيل هيئة حكم انتقالي تدير المرحلة الانتقالية التي تنتهي بإجراء انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة جديدة».
وأعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» ان المفاوضات مع الجانب الإيراني الجارية في تركيا في شأن مدينة الزبداني في شمال غربي دمشق التي تتعرض لهجوم من قوات الأسد و «حزب الله» منذ بداية الشهر الماضي، توقفت بسبب إصرار طهران على «تفريغ المدينة من أهلها»، محذرة من مشروع إيراني لـ «إلغاء الوجود السنّي» وتغيير ديموغرافيا بعض المناطق قرب دمشق.
ميدانياً، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن: باتت فصائل اسلامية معارضة على بعد اقل من كيلومترين عن مركز قيادة حيوي لعمليات قوات الأسد وحزب الله في قرية جورين في محافظة حماة وسط البلاد، لافتاً الى مقتل 40 من الجانبين.
وتقع جورين على تلة مرتفعة في محافظة حماة تشرف على منطقة سهل الغاب حيث تدور معارك منذ ايام بين قوات الأسد والفصائل المعارضة.
وتتخذ قوات الأسد مدعومة بمقاتلين ايرانيين و «حزب الله» من القرية مركزاً لقيادة العمليات العسكرية في سهل الغاب.
وقال مصدر عسكري ميداني لوكالة «فرانس برس»: «اذا سقطت جورين تسقط منطقة سهل الغاب كلها وتصبح محافظة اللاذقية مهددة»، وهي معقل الطائفة العلوية.
المصدر : رويترز + أ ف ب