سورياسياسة

اتفاق أنقرة.. قسد والأسد ممتعضان، وترامب في غاية السعادة

أعلنت الولايات المتحدة التواصل إلى اتفاق مع تركيا لتعليق العملية العسكرية التركية “نبع السلام” شمال شرقي سوريا، مقابل انسحاب وحدات الحماية الكردية عن الشريط الحدودي تمهيداً لإنشاء “المنطقة الآمنة”.

وقال “مايك بنس” نائب الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي بمقر السفارة الأمريكية بالعاصمة أنقرة، إنه اتفق مع الرئيس الأمريكي رجب طيب أردوغان على تجميد عملية شرق الفرات مدة 120 ساعة.

وجاء الاتفاق الأمريكي التركي بعد محادثات على أرفع مستوى جرت مساء الخميس 17 تشرين الأول في أنقرة استمرت بين الجانبين نحو 5 ساعات.

بنس أوضح أن الاتفاق يقضي بانسحاب الوحدات الكردية مسافة 20 ميلا (32 كم) على امتداد الحدود، وأشار إلى أنه حصل بالفعل على ضمانات من “قوات الدفاع السورية” (قسد)، لتطبيق بنود الاتفاق.

وأكد المسؤول الأمريكي أن واشنطن ستلغي قرارات العقوبات الاقتصادية ضد تركيا المرتبطة بالعملية العسكرية، كما اعتبر أن “ما توصلنا إليه اليوم يخدم بشكل كبير مصالح الأكراد وكذلك مصالح الشعب التركي”.

ترامب سعيد للغاية

وفور إعلان بنس، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن سعادته البالغة بالاتفاق مع تركيا لوقف العملية العسكرية شمال شرقي سوريا، وقال في تصريحين متزامنين عبر تويتر، وبمؤتمر صحي قصير خلال وصوله لولاية تكساس، إن “أنباء عظيمة ترد من تركيا”.

وأضاف ترامب: “شكرا أردوغان.. ملايين الأرواح ستتم حمايتها”.

من جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الاتفاق مع واشنطن ينص على “تعليق وليس توقيف” العملية العسكرية شرق الفرات، مشددا على أنه عند “انسحاب العناصر الإرهابية فقط، يمكن الحديث عن وقف عملية “نبع السلام”.

حصلنا على كل ما نريد
وبحسب ما ذكر جاويش أوغلو، فإنه تم الاتفاق على استرداد الأسلحة الثقيلة من الوحدات الكردية المسلحة وتدمير مواقعها، وأشار في هذا الصدد إلى أن “من المهم بالنسبة لتركيا إنهاء جميع العناصر الإرهابية، وإقامة منطقة آمنة بعمق 32 كلم وبطول 444 كلم، حتى حدود العراق شرق نهر الفرات بسوريا”.

وأكد الوزير التركي أن أحد مراحل الاتفاق تنص على تمهيد عودة مليوني لاجئ سوري إلى المنطقة الآمنة التي ستكون تحت إدارة تركية مطلقة.

ونفى أن يكون الاتفاق يمنح أي ضمانات بشأن منطقة رأس العين، لكنه ألمح إلى إمكانية دخول نظام الأسد وروسيا إلى مناطق مثل عين العرب، والقامشلي.

قسد رافضة
إلى ذلك أعلن المسؤول السياسي البارز في حزب الاتحاد الديمقراطي “الدار خليل” رفض الاتفاق، وقال: “أوضحنا مسبقاً بأن اقتراح دخول تركيا 30 كم داخل الأراضي السورية مرفوض”

هذا وعلق صالح مسلم مسؤول العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي على إعلان تعليق إطلاق النار في شمال وشرق سوريا.

وقال في مقابلة مع قناة “الحدث” السعودية: “لم نتطلع بعد على بنود هذا الاتفاق، ونحن لنا إدارتنا وقواتنا العسكرية، وسيكون لنا موقفنا حيال هذا الاتفاق بعد الاطلاع على بنود الاتفاق”.

نظام الأسد ممتعض
وسارع نظام الأسد إلى إبداء امتعاضه الشديد من العملية، وصرحت مستشارة بشار الأسد الإعلامية بثينة شعبان، أن الاتفاق الأمريكي – التركي المعلن “غامض” ولافتة إلى ان تنسيق النظام مع الروس والإيرانيين مستمر

كما اعتبرت شعبان أن “مصطلح منطقة آمنة غير صحيح فهي ستكون منطقة محتلة” وفق تعبيرها.

وحتى انتهاء الاجتماع التركي الأمريكي أنقرة، استمرت العمليات العسكرية الميدانية لفصائل “نبع السلام” ضد وحدات الحماية، وسط تقدم كبير في محور رأس العين.

وانطلقت عملية “نبع السلام” في 9 تشرين الأول الجاري، بعد أسابيع من تهديد المسؤولين الأتراك باللجوء للخيار العسكري بسبب تعثر المحادثات السياسية بشأن إنشاء المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا.

وتقول أنقرة إنها تريد إنشاء المنطقة الآمنة بعمق 30 كم على طول الحدود بهدف تأمين عودة مليوني لاجئ سوري، وإزالة المخاطر الأمنية على تركيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى