كشف تقرير أعدته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن نظام “آلية فك الارتباط الإنساني” الذي أقامته الأمم المتحدة لمنع الهجمات على المستشفيات والمواقع الإنسانية في مناطق المعارضة السورية، قد تم تجاهله من قبل قوات الأسد وروسيا، وأن أخطاء داخلية قد أعاقت عمله.
وحصلت الصحيفة الأمريكية على آلاف التسجيلات للقوات الجوية، التي تكشف لأول مرة أن روسيا قصفت المستشفيات في سوريا مراراً وتكراراً. وأظهر تسجيل صوتي لطيار «روسي» في سلاح الجو في مهمة قصف فوق سوريا يقول إن هذه الإحداثيات ليست هدفاً عسكرياً، ويشير إلى مستشفى سري، وبعد لحظات، قام الطيار بقصفه.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسؤولي الأمم المتحدة قاموا مؤخراً بإنشاء وحدة للتحقق من المواقع التي قدمتها المنظمات الإغاثية التي تدير المواقع المحمية، والتي تم عرض بعضها بشكل قصد منه أن يكون غير صحيح. وقد أعطت تلك المعلومات الخاطئة مصداقية للانتقادات الروسية بأن نظام «آلية فك الارتباط الإنساني» لا يمكن الوثوق به، وأنه عرضة لسوء الاستخدام.
وأدى القصف المتكرر لهذه المواقع إلى قيام قادة منظمات الإغاثة بانتقاد الأمم المتحدة علناً بسبب طبيعة النظام الذي يهدف إلى تزويد الأطراف المتحاربة بالمواقع الدقيقة للمرافق الإنسانية التي يحظر القانون الاعتداء عليها.
وتعرضت مرافق الرعاية الصحية لأكثر من 600 هجوم خلال الحرب في سوريا، في استراتيجية متعمدة، لجعل الحياة المدنية لا تطاق في معاقل المعارضة.
ومنعت روسيا مراراً وتكراراً اتخاذ إجراء في مجلس الأمن بهدف تعزيز المساءلة والمساعدة الإنسانية في الحرب السورية، حيث استخدمت منذ بداية الأزمة السورية حق نقض في 14 مناسبة، بما في ذلك القرار الذي يحيل سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي آب المنصرم، شكل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس هيئة للتحقيق في الضربات التي وُجهت للمواقع المدنية، وكذلك المواقع الأخرى التي تدعمها الأمم المتحدة. لكن المحققين يخططون حالياً لفحص 7 فقط من عشرات الهجمات التي وقعت منذ نيسان الماضي، وقد لا يحددون هوية الجناة، وقد لا ينشرون تقريرهم، وهو ما يزيد من سخط المنظمات الإنسانية.