شهدت مناطق شمال سوريا المحرر في السنوات الأخيرة العديد من حالات ترك الأمهات لأبنائهم والرحيل دون السؤال عنهم وعن أحوالهم، وفي برنامج (نساء سوريا) تناولنا الموضوع من جانب الأسباب والتبعات النفسية لذلك على الأطفال.
تحدثت السيدة عبيدة أسعد عن تجربتها في تربية أطفال تركتهم والدتهم وتخلت عنهم، وقد دفعها لذلك لأنها محرومة من الإنجاب بداية، ولشعورها بالعطف عليهم فهي تقوم بتربية 3 أطفال منذ ست سنوات، أكبرهم في الصف التاسع والفتاة في السابع أما الطفل الأصغر في الصف الثالث، ولم تسأل عنهم والدتهم منذ غادرت المنطقة.
وأضافت “عبيدة” بأنها تتمنى أن تفرح برؤيتهم كباراً، ورؤية أحفادها منهم لأنها تعتبر نفسها والدتهم الحقيقية، كما تتمنى أن يجد كل الأطفال الذي لا أسرة وأم تضمهم راحتهم النفسية والسكينة.
ثم انضمت للحلقة الأستاذة فاديا إبراهيم وهي مديرة روضة للأطفال الأيتام بمدينة إعزاز بريف حلب والتي قالت: “هناك الكثير من الحالات للأطفال الأيتام وغالبهم من الأب لكن يتحولون لأيتام من الطرفين عند زواج الأم وهجرانهم”.
وأكدت “إبراهيم” أن الأطفال بعد هجرانهم من الأم يصبحون عدوانيين جدا والبعض يصبح لديه فرط نشاط عدا التراجع بالمستوى التعليمي، عدا عن الخلل في الحالة الصحية مثل انتشار حالات القمل والالتهابات.
وطرحت “إبراهيم” أمثلة على هذه الحالات: “هناك حالة لطفل أصيب بالصرع نتيجة ابتعاد والدته عنه وزواجها مرة أخرى، الأمر الذي أدى لتردي حالته النفسية وإصابته بنوبات صرع لا يهدأ منها إلا في حال وصول والدته”. وأكدت أن هذه الحالات سينتج عنها مستقبلا جيل كامل من المشوهين نفسياً.
أما لمعرفة الوضع النفسي للأم التي تهجر طفلها؛ تحدثت الأخصائية النفسية ربى غنام أن بعض الأمهات مجبرات على ترك أطفالهم نتيجة الظروف، في حين هناك سيدات يرفضن الزواج على حساب حياة أطفالهن، ويبقى الحديث عن عدم سوية الوضع النفسي لأم هجرت أطفالها ولا تحاول السؤال عنهم.
وأضافت الأخصائية النفسية: “هناك أطفال يصبحون عدوانيين وعناديين إضافة لفقد البعض للنطق نتيجة الاضطراب النفسي، ولا بد لمساعدة المجتمع على تجاوز هذه الحالات للتخفيف من وطأة انتشارها من خلال حملات توعية مجتمعية، وتأمين عمل للأمهات لإعالة أطفالهن وحمايتهم”.
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/902356593495697/