أكد السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأميركية، بات ريدر، أن القوات الأميركية في سوريا والعراق تعرضت لثلاثة وعشرين هجوماً خلال أسبوعين، مؤكداً احتفاظ بلاده “بحق الرد”.
وأضاف أنه في السابع عشر من تشرين الأول والثلاثين منه تعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي للهجوم أربع عشرة مرة على الأقل في العراق، وتسع مرات في سوريا، باستخدام الصواريخ والطائرات الهجومية المسيّرة، مؤكداً أن القوات الأميركية “نجحت في تعطيل العديد من هذه الهجمات، فيما فشل معظمها في الوصول إلى أهدافه”.
وأشار رايدر إلى أن الضربات التي وجهتها مقاتلتان أميركيتان، الخميس الماضي، لمنشأتين تابعتين لـ “الحرس الثوري” الإيراني في البوكمال شرقي سوريا كانت “متناسبة ودقيقة”، مؤكداً أن الولايات المتحدة “تحتفظ بحق الرد، في الوقت والمكان الذي نختاره، وسنواصل القيام بذلك.
ونفى المسؤول الأميركي أي ضربات أميركية شنتها خلال نهاية الأسبوع الماضي في سوريا، مؤكداً أنه “عندما ننفذ مثل هذه الضربات نعلن عن ذلك”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هجمات الميليشيات الإيرانية ستجر الولايات المتحدة إلى الحرب بشكل أكبر، قال السكرتير الصحفي للبنتاغون “نحن قلقون من أن زيادة الهجمات التي تشنها الميليشيات الإيرانية تخاطر بسوء التقدير، وقد تدفع المنطقة إلى الحرب”، مردفاً: “الأمر لا يتعلق بحماية القوات الأميركية خلال مهمتها التي تقوم بها في العراق وسوريا، بل هي أيضاً دعم للشركاء وهزيمة داعش”.
وقبل أيام، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الضربات التي شنتها القوات الأميركية على منشآت تابعة لـ “الحرس الثوري” شرقي سوريا هي “لردع إيران وميليشياتها”، وذلك في رسالة وجهها بايدن إلى مجلسي النواب والشيوخ.
وأضاف بايدن أن “الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني ارتكبت سلسلة من الهجمات ضد أفراد ومنشآت الولايات المتحدة في العراق وسوريا، باستخدام أنظمة جوية مسيّرة ونيران غير مباشرة”.
ولفت إلى أن هذه الهجمات “أدت إلى إصابة العديد من أفراد الخدمة الأميركية، بما في ذلك مقاول أميركي تعرض لحادث قلبي مميت أثناء انتقاله إلى ملجأ خلال إحدى هذه الهجمات”، مضيفاً أنها “عرضت حياة أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي العاملة إلى جانب القوات الأميركية لتهديد خطير”.
وتابع: “بتوجيه مني، ورداً على هذه السلسلة من الهجمات والتهديدات المستمرة بشن هجمات مستقبلية، نفذت القوات الأميركية ضربات دقيقة ضد منشآت شرقي سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والمجموعات التابعة له للقيادة والسيطرة وتخزين الذخائر وأغراض أخرى”.
وقال بايدن إن الضربات “تم تنفيذها بطريقة تحد من مخاطر التصعيد وتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وهدفها تحقيق الردع، وحماية موظفينا والدفاع عنهم، وإضعاف وتعطيل سلسلة الهجمات المستمرة ضد الولايات المتحدة وشركائها، وردع إيران والميليشيات التي تدعمها من شن أو دعم المزيد من الهجمات على القوات الأميركية”.
وأشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة “مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات حسب الضرورة والمناسبة، للتصدي لمزيد من التهديدات أو الهجمات”.
والجمعة 27 تشرين الأول، أعلنت الولايات المتحدة شنّ مقاتلات أميركية سلسلة غارات استهدفت مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية شرقي سوريا.
وأفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأن الجيش نفذ ضربات ضد منشأتين في شرقي سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وميليشيات تابعة له، رداً على سلسلة هجمات شنتها جماعات مدعومة إيرانياً ضد القوات الأميركية في كل من سوريا والعراق، بحسب وكالة رويترز.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان إن هذه الضربات الدقيقة هي للدفاع عن النفس، ورد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أميركيين في سوريا والعراق من قبل ميليشيات مدعومة من إيران والتي بدأت في الـ17 من تشرين الأول.
وأوضح أوستن أن “الضربات تهدف فقط إلى حماية قواتنا في العراق وسوريا والدفاع عنها”، مضيفا: “أنها منفصلة عن الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، ولا تشكل تحولاً في نهجنا تجاه الصراع بين إسرائيل وحماس”.
والخميس، شن مجهولون يرجح ارتباطهم بالمليشيات الإيرانية قصفاً على القاعدة العسكرية لقوات التحالف الدولي في حقل “كونيكو” بريف دير الزور.
وقالت مصادر محلية إنه سمع دوي انفجارات بالقرب من قاعدة حقل غاز كونيكو في ريف دير الزور الشرقي، تبعها استنفار في صفوف قوات التحالف الدولي المتمركزة داخل القاعدة.
وأضافت المصادر أن قوات التحالف انتشرت على أطراف بلدة العزبة وفي محيط قـاعدة كونيكو العسكرية، دون تفاصيل إضافية.
وتبنّت ميليشيا عراقية مسلحة، تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، استهداف قاعدتي “التنف” و”كونيكو” الأميركيتين في سوريا.
يذكر أن المليشيات الإيرانية سبق أن هاجمت قواعد للتحالف الدولي في دير الزور وهي قاعدتا كونيو والعمر، كما تعرضت قاعدة التنف في الجنوب لهجمات مماثلة، الأمر الذي دفع بالتحالف إلى تكثيف هجماته ضد المليشيات في منطقة البوكمال والميادين في دير الزور.
ويتزامن هذا التصعيد في دير الزور مع حرب إسرائيل في غزة، ومحاولة إيران تسويق نفسها على أنها مدافعة عن الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي لم تتجرأ فيه بدخول الحرب أو دفع مليشياتها في سوريا ولبنان إلى مهاجمة إسرائيل.