استمرت موجة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية الداعية لوقف الحرب في غزة مطلع الأسبوع، رغم اعتقال الشرطة للمزيد من المحتجين في حرم الجامعات.
كما سُجلت مناوشات بين المحتجين الداعمين لإسرائيل وآخرين داعمين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا حيث أقام الطلاب الأسبوع الماضي مخيما للاعتصام.
ويعارض المحتجون الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة ويطالبون بوقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة حماس، فضلا عن مطالبة الجامعات بوقف الاستثمار في الشركات الإسرائيلية التي تتعامل مع الجيش وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية للدولة العبرية.
ومع اتساع حجم المخيم المؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس خلال الأيام الأخيرة، أصبح المحتجون المناهضون أكثر صخبا ووضوحا في الحرم الجامعي، رغم أن الجانبين ظلا مسالمين حتى الأحد.
في السياق، اعتبرت ماري أوساكو، نائبة رئيس جامعة كاليفورنيا للاتصالات الإستراتيجية، بأن ذلك تغير عندما اخترق بعض المتظاهرين حاجزا أقامته الجامعة للفصل بين الطرفين وتبادل الطرفان الهتافات والشتائم، وفي بعض الحالات تبادلوا اللكمات.
واستمرت المناوشات لبعض الوقت لكن شرطة الحرم الجامعي المسلحة بالهراوات قامت في نهاية المطاف بالفصل بين الطرفين المتشاحنين. وقالت أوساكو في بيان: “جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس لها تاريخ طويل في كونها مكانا للاحتجاج السلمي، ونحن نشعر بالحزن إزاء أعمال العنف التي اندلعت”.
وتوقفت الهتافات حوالي الساعة 3:30 مساء بالتوقيت المحلي، وعاد المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين إلى المخيم، وفقا لمصور رويترز الموجود في المكان. وقال ممثل لشرطة الحرم الجامعي إن شرطة لوس أنجلس لم تشارك في قمع الاحتجاجات ولم يتم اعتقال أي شخص.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، امتدت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى حرم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي اندلعت بعد الاعتقال الجماعي لأكثر من 100 شخص في جامعة كولومبيا قبل أكثر من أسبوع. ومذاك، اعتقل مئات من المتظاهرين من كاليفورنيا وتكساس إلى أتلانتا وبوسطن أثناء قيامهم بمحاكاة المخيمات التي استخدمها طلاب جامعة كولومبيا للفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية في غزة.
وقال المسؤولون، بما في ذلك المسؤولون في جامعة كولومبيا، إن الاحتجاجات، باعتبارها غير مصرح بها، تنتهك قواعد الجامعة، وتعطل التعلم وتعزز المضايقات ومعاداة السامية. واعترف قادة الطلاب بوقوع حوادث متفرقة من معاداة السامية والمضايقات، لكنهم ألقوا باللوم على غرباء قالوا إنهم يسعون إلى اختطاف حركتهم.
وقال متحدث باسم جامعة كولومبيا إن الهدوء ساد حرم الجامعة السبت. لكن جامعات أخرى شهدت حملات قمع للاحتجاجات.
وألقي القبض على أكثر من 200 شخص في بعض الجامعات، بما في ذلك جامعة واشنطن في سانت لويس. ومن بين المعتقلين في جامعة واشنطن المرشحة الرئاسية عن حزب الخضر جيل ستاين. وقالت ستاين في بيان: “إنهم يرسلون قوات الأمن ويثيرون أعمال شغب في مظاهرة سلمية. لذا فإن هذا أمر مخجل”. وقالت جامعة واشنطن في بيان إن المعتقلين سيواجهون اتهامات بالتعدي على ممتلكات الغير.
ولفتت الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة انتباه الرئيس جو بايدن.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لشبكة (إيه.بي.سي نيوز) الأحد إن الرئيس يعلم أن هناك مشاعر قوية للغاية بشأن الحرب في غزة. مضيفا: “إنه يفهم ذلك ويحترمه، ومثلما قال مرات عديدة، نحن بالتأكيد نحترم حق الاحتجاج السلمي. يجب أن يتمتع الناس بالقدرة على التعبير عن آرائهم ومشاركة وجهات نظرهم علنا، ولكن يجب أن يكونالأمر سلميا”. وأضاف كيربي أن الرئيس يستنكر معاداة السامية وخطاب الكراهية.
وفي جامعة جنوب كاليفورنيا، ألغت الإدارة حفل التخرج الرئيسي بعد أن ألغت خطابا كانت ستلقيه طالبة مسلمة قالت إن الكراهية المعادية للفلسطينيين أسكتتها.
وقالت رئيسة بلدية لوس أنجلس كارين باس الأحد إنها تعتقد بأن إلغاء حفل التخرج قرار “كان عليهم اتخاذه”. وأضافت في برنامج: “حالة الاتحاد” على شبكة (سي.إن.إن) “كانوا يتوقعون وصول نحو 65 ألف شخص إلى الحرم الجامعي، ولم يشعروا أن الأمر سيكون آمنا”.
فرانس24/ رويترز