كشف الكاتب والصحفي السوري المعارض ماهر شرف الدين أنه عقد “اجتماعاً مهماً” مع مسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي، رفقة مسؤول السياسات في “التحالف الأميركي لأجل سوريا” محمد علاء غانم، وذلك لبحث قضايا عدة بينها الوضع في السويداء في ظل استمرار وصول التعزيزات لقوات الأسد.
وأضاف شرف الدين في تغريدة على منصة “إكس” أن البند الأبرز في الاجتماع كان الحشود العسكرية في السويداء، مشيراً إلى أنه طرح بشكل صريح على المسؤولين الأميركيين سؤالاً حول احتمال وجود تواطؤ مع نظام الأسد في هذا الأمر.
وأكد أنه تلقى جواباً واضحاً بعدم وجود أي شيء من هذا الكلام، مشيراً إلى أنه ختم اللقاء بالحديث عن قضية المعتقلين السوريين في سجن رومية في لبنان، كما أشار إلى أنه بعد ذلك الاجتماع توجه إلى وزارة الخارجية الأميركية، وعقد لقاء آخر مع مسؤوليها تناول موضوع التعزيزات العسكرية التي أرسلها النظام إلى السويداء خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي مطلع أيار الجاري، قالت شبكة “السويداء 24” إن اجتماعات عديدة حصلت على مستوى المرجعيات الدينية والاجتماعية، والفعاليات الأهلية، لبحث التطورات الأخيرة على ساحة محافظة السويداء، في ظل استمرار وصول التعزيزات الأمنية والعسكرية لقوات الأسد والتزام النظام بالصمت حول أسباب هذه التعزيزات.
وأضافت أن قائد حركة الكرامة أبو حسن يحيى الحجار، زار دارة الرئاسة الروحية في قنوات، والتقى مع الشيخ حكمت الهجري، مشيرة إلى أن قائد الحركة “أكد على البيان الأخير للرئاسة الروحية، بأن التصعيد مرفوض من أي جهة كانت، وأن أبناء الجبل دعاة سلام، بمثل ما يرفضون أي تعدٍ عليهم”.
بدوره، جدد الهجري “التأكيد على أن أبناء الجبل وطنيون ومسالمون، وهم دائماً أهل للدفاع عن الوطن عند اللزوم”، وشدد على أن “الجبل سيبقى عامراً بأهله بوحدتهم وبتماسكهم عند المحن”.
وقالت “السويداء 24″، إن العديد من قرى المحافظة وبلداتها، شهدت اجتماعات لفعاليات أهلية ودينية، وكانت المواقف فيها متطابقة بضرورة التمسك بوحدة الصف في هذه الظروف، ونبذ كل الخلافات، والاستعداد لأي طارئ.
ويوم الإثنين 29 نيسان، حذر الرئيس الروحي لطائفة الدروز في السويداء الشيخ حكمت الهجري، من أي تصعيد في المحافظة بعد وصول تعزيزات لقوات الأسد إلى المنطقة في الأيام الماضية.
وفي بيان له، أشاد الهجري بالحراك الشعبي في السويداء، وبالتعبير عن رفضه لما وصفها ممارسات الإرهاب والترهيب، والاستعراضات الهزيلة المكشوفة الداخلية والخارجية.
كما أكد أن المشاركين في الحراك “وطنيون مسالمون، وعند اللزوم هم أهل للدفاع عن الوطن، وعن السلم والكرامة، وفي سبيل مستقبل أفضل”، مضيفاً أنه يحذر أي جهة كانت من أي تصعيد أو تحريك أو تخريب أو أذية مهما كان نوعها، ويحملها المسؤولية كاملة عن أي نتائج سلبية أو مؤذية هدّامة قد تترتب على أي حماقة أو تصرفات أو إجراءات مسيئة.
يأتي هذا البيان بعد أن أرسلت قوات الأسد تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محافظة السويداء، تشمل نحو 50 آلية ما بين دبابات وعربات مدرعة وسيارات تحمل رشاشات متوسطة وحافلات مبيت تقل مئات العناصر، من دمشق إلى مطار خلخلة العسكري شمالي السويداء.
وقالت مصادر محلية في السويداء إن التعزيزات التي وصلت خلال الأيام الماضية توزعت على الثكنات العسكرية التابعة للنظام، وعلى الفروع الأمنية داخل مدينة السويداء.
يذكر أن السويداء تشهد منذ نحو 8 أشهر مظاهرت تطالب بإسقاط الأسد وتطبيق الحل السياسي، وفشلت كل محاولات نظام الأسد لإيقاف الحراك الشعبي.