طالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي جو ويلسون، بفتح تحقيق جنائي، بعد مقتل المواطن الأميركي مجد كم الماز في معتقلات الأسد وفق ما كشفت صحيفة نيويورك تايمز.
وقال ويلسون في تغريدة على منصة “إكس” مخاطباً الرئيس الأميركي جو بايدن: “نحن بحاجة إلى الإدانة العلنية لمقتل الدكتور كم الماز”.
وأضاف: “على وزارة العدل الشروع في تحقيق جنائي في قضية اختطافه وقتله قسراً.. الأفكار والصلوات القلبية مع عائلته”، مشيراًَ إلى أنه من المأساوي أن يقتل أميركي آخر على يد نظام الأسد.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قالت يوم السبت 18 أيار، إن المواطن الأميركي والناشط الإنساني “مجد كم ألماز” لقي حتفه داخل سجون الأسد بعد أن اختفى في سوريا عام ألفين وسبعة عشر.
وأضافت الصحيفة، أنه وفي وقت سابق من هذا الشهر،، أخبر مسؤولو الأمن القومي أسرة “مجد” أن معلومات سرية ذات مصداقية عالية تشير إلى أنه توفي في المعتقل “محتجزاً في أحد أسوأ أنظمة السجون في العالم”، فيما توعدت ابنتاه بـ”القتال ضد النظام السوري لأجل محاسبته”.
وأشارت إلى أن الأسرة تخطط لمقاضاة حكومة الأسد للحصول على تعويضات والسعي لتحقيق العدالة للآخرين الذين ما زالوا رهن الاعتقال، حيث أكدت ابنته الكبرى بأن والدها “اختطف وأخفي” من قبل النظام من دون الإفصاح عن أي معلومات عنه.
وتسلّط وفاة المواطن الأميركي مجد التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، الضوء على الاعتقال الوحشي والتعذيب في السجون السرية بسوريا، حيث ازدهرت في عهد بشار الأسد، علماً أن حكومة الأسد تنفي أنها تستخدم التعذيب وغيره من الانتهاكات لإسكات المعارضة، وفق “نيويورك تايمز”.
ومجد، هو مواطن سوري- أميركي وطبيب نفسي هاجر إلى الولايات المتحدة منذ كان طفلاً ويحمل جنسيتها.
واختفى كم ألماز عندما كان بعمر (59 عاماً) وذلك بعد توجهه إلى مناطق الأسد في العاصمة دمشق في شباط/فبراير 2017، لزيارة أحد اقاربه، وكان حينها يدير منظمة لمساعدة اللاجئين السوريين على التعامل مع الصدمات في لبنان.
وحين وصل إلى دمشق، اتصل بزوجته ليخبرها بوصوله الى المكان المقصود، وكانت تلك المرة الأخيرة التي تسمع فيها الأسرة صوته، إذ لم يعترف النظام باحتجازه كما أن المعلومات كانت شحيحة حول مكان تواجده.
وقالت الصحيفة إن أشخاصاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي زاروا منزل العائلة في كانون الثاني/يناير 2020 في ولاية تكساس، وذكروا أن لدى الحكومة الأميركية معلومات تفيد بأن كم ألماز أصيب بأزمة قلبية في سوريا وتوفي.
كما سافر أفراد الأسرة إلى واشنطن، قبل أن يُظهر لهم مكتب التحقيقات الفيدرالي وثيقة مكتوبة باللغة العربية تشير إلى أن أمجد نُقل إلى المستشفى بسبب قصور في القلب لكن الأطباء فشلوا في إنعاشه.
وقالت ابنته مريم: “لقد ذهلنا بالتاريخ الموجود في تلك الوثيقة”، ذلك لأن والدها “كان يتمتع بصحة جيدة، مما يجعل وفاته بعد 4 أشهر فقط على اعتقاله تبدو غير محتملة”، واضافت: “لقد شككنا في تلك الورقة بسبب التاريخ، لم يكن له أي معنى… كيف يمكن أن يصاب بسكتة قلبية ويموت إلا إذا فعلوا به شيئا؟”.
وكانت العائلة طلبت المساعدة من السفير التشيكي الذي عمل في كثير من الأحيان كوسيط منذ أن قطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع النظام.
وأعلنت “المنظمة السورية للطوارئ” وقوفها إلى جانب عائلته في هذا الوقت العصيب لكونها عملت عن قرب مع عائلة كم ألماز منذ اعتقاله للمطالبة بإطلاق سراحه وتحقيق العدالة، كما دانت بشدة التعذيب والاغتيال الوحشي الذي تعرض له مجد كم ألماز على يد نظام الأسد، والذي اعتُقل في سوريا عام 2017.