أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل الطبيب السوري الأمريكي “مجد كم ألماز” تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد الأسد بعد إخفائه قسراً لقرابة ثمانية أعوام.
ودعت الشبكة السورية الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ أقصى التدابير الممكنة ضد نظام الأسد لقتله مواطنًا أمريكيًا تحت التعذيب معربةً عـن تضامنها مع عائلته وكافة عوائل الضحايا الذين قتلوا تحت التعذيب في سوريا.
وقالت الشبكة إنه “منذ أيار/ 2024، بدأت تتلقى عائلة الطبيب مجد كم ألماز، معلوماتٍ تفيد بوفاته في أحد مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري، وذلك بعد محاولات وجهود كبيرة بذلتها عائلته لمعرفة أي معلومات عن مصيره، منذ لحظة اعتقاله من قبل قوات النظام السوري في 15/ شباط/ 2017، لدى مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لها في حي المزة في مدينة دمشق”.
وأضافت الشبكة أن مجد مروان كم ألماز، طبيب نفسي، من أبناء مدينة دمشق، وهو مواطن أمريكي، ويبلغ من العمر حين اعتقاله 59 عاماً، في 14/ شباط/ 2017، سافر مجد من لبنان إلى مدينة دمشق، وجرى اعتقاله من قبل قوات الأسد في اليوم التالي لوصوله، ومنذ ذلك الوقت وهو في عداد المختفين قسرياً؛ نظراً لإنكار النظام احتجازه أو السماح لأحد ولو كان محامياً بزيارته.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان من عائلته، فإنَّ الطبيب مجد كان بصحة جيدة عند اعتقاله؛ مما يُرجّح بشكلٍ كبير وفاته بسبب التعذيب وإهمال الرعاية الصحية، وتؤكِّد الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان أنَّ قوات الأسد لم تعلن عن الوفاة حين حدوثها، ولم تُسلِّم جثمانه لذويه.
وتابعت الشبكة: “لقد عُرف الطبيب مجد بنشاطه الإنساني الواسع من خلال تطوّعه في مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان، حيث عمل على تقديم المساعدات الإنسانية والطبية لهم، ولهذه الأسباب كان هو وأمثاله هدفاً استراتيجياً ونوعياً للنظام السوري، الذي سخَّر كامل طاقته لملاحقتهم واعتقالهم دون أي مسوغ قانوني، وإخفائهم قسرياً في مراكز احتجازه”.
وأمس الإثنين 20 أيار، طالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي جو ويلسون، بفتح تحقيق جنائي، بعد مقتل المواطن الأميركي مجد كم الماز في معتقلات الأسد وفق ما كشفت صحيفة نيويورك تايمز.
وقال ويلسون في تغريدة على منصة “إكس” مخاطباً الرئيس الأميركي جو بايدن: “نحن بحاجة إلى الإدانة العلنية لمقتل الدكتور كم الماز”.
وأضاف: “على وزارة العدل الشروع في تحقيق جنائي في قضية اختطافه وقتله قسراً.. الأفكار والصلوات القلبية مع عائلته”، مشيراًَ إلى أنه من المأساوي أن يقتل أميركي آخر على يد نظام الأسد.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قالت يوم السبت 18 أيار، إن المواطن الأميركي والناشط الإنساني “مجد كم ألماز” لقي حتفه داخل سجون الأسد بعد أن اختفى في سوريا عام ألفين وسبعة عشر.
وأضافت الصحيفة، أنه وفي وقت سابق من هذا الشهر،، أخبر مسؤولو الأمن القومي أسرة “مجد” أن معلومات سرية ذات مصداقية عالية تشير إلى أنه توفي في المعتقل “محتجزاً في أحد أسوأ أنظمة السجون في العالم”، فيما توعدت ابنتاه بـ”القتال ضد النظام السوري لأجل محاسبته”.
وأشارت إلى أن الأسرة تخطط لمقاضاة حكومة الأسد للحصول على تعويضات والسعي لتحقيق العدالة للآخرين الذين ما زالوا رهن الاعتقال، حيث أكدت ابنته الكبرى بأن والدها “اختطف وأخفي” من قبل النظام من دون الإفصاح عن أي معلومات عنه.
وتسلّط وفاة المواطن الأميركي مجد التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، الضوء على الاعتقال الوحشي والتعذيب في السجون السرية بسوريا، حيث ازدهرت في عهد بشار الأسد، علماً أن حكومة الأسد تنفي أنها تستخدم التعذيب وغيره من الانتهاكات لإسكات المعارضة، وفق “نيويورك تايمز”.