أمام دعوات متزايدة من بعض أبرز الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) للمساح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، أعلن مسؤول أمريكي الخميس أن الرئيس جو بايدن سمح لكييف باستخدام أسلحة أمريكية لضرب أهداف داخل روسيا، لكن هذه الموافقة تصاحبها بعض الشروط. وجاء هذا التغير في الموقف الأمريكي غداة تلميح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن قد تغير مقاربتها الرافضة لاستخدام أسلحتها داخل روسيا. وظلت واشنطن متمسكة بهذه السياسة منذ بداية الحرب في أواخر شباط/ فبراير 2022.
وقال المسؤول دون الكشف عن هويته إن “الرئيس كلف فريقه التأكد من قدرة أوكرانيا على استخدام أسلحة أمريكية لشن هجوم مضاد في منطقة خاركيف، وذلك للرد عندما تهاجمها القوات الروسية أو تستعد لمهاجمتها”.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال تعارض تنفيذ ضربات أوكرانية في عمق الأراضي الروسية، موضحا أن “موقفنا من حظر استخدام صواريخ أتاكمس ومنع الضربات في عمق روسيا لم يتغير”.
ويصل مدى صواريخ أتاكمس البعيدة المدى التي زود بها الأمريكيون أوكرانيا إلى 300 كلم.
وباتت خاركيف الواقعة شرقي أوكرانيا هدفا لقصف شبه يومي يشن خصوصا من الأراضي الروسية.
ونقلت صحيفة بوليتيكو الأمريكية الخميس عن مسؤول أمريكي ومصدرين آخرين مطلعين قولهم إن بايدن أعطى الإذن سرا لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية في ضرب أهداف داخل روسيا قرب منطقة خاركيف فقط. ولم يذكر تقرير بوليتيكو متى أعطى بايدن هذا الإذن.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر من خطر اندلاع صراع عالمي، إذا سمح حلفاء كييف الغربيون لها باستخدام الأسلحة التي يزودونها بها لضرب الداخل الروسي، وهو الأمر الذي تحث الحكومة الأوكرانية شركاءها على السماح به.
وألمح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى أن الولايات المتحدة غيرت موقفها في ما يتعلق بالضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية.
وقال للصحافيين خلال زيارة لمولدافيا، وهي دولة متاخمة لأوكرانيا، إنه “في وقت تغيرت فيه الظروف، وتغيرت فيه ساحة المعركة، وبينما غيرت روسيا الطريقة التي تدير بها عدوانها، فإننا قد تكيفنا وأنا مقتنع بأننا سنواصل القيام بذلك”.
وبدأ وزراء خارجية دول حلف الناتو الخميس اجتماعا في العاصمة التشيكية براغ، في ظل دعوات متزايدة لأبرز بلدان التكتل العسكري لرفع قيود تمنع كييف من استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا.
وسيركز الاجتماع الذي يتواصل على مدى يومين على الجهود الرامية للتوصل إلى حزمة دعم لأوكرانيا في قمة الناتو المزمع عقدها في واشنطن في تموز/يوليو.
وردت موسكو بقوة، إذ حذر بوتين من “عواقب خطيرة” حال إعطاء البلدان الغربية أوكرانيا الضوء الأخضر. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن “الدول الأعضاء في الناتو، الولايات المتحدة وعواصم في أوروبا، تخوض منذ الأيام والأسابيع القليلة الماضية جولة جديدة من تصعيد التوتر”.
وتأمل الأطراف الداعية إلى تخفيف القيود على كييف بأن الزخم يزداد لدفع واشنطن وغيرها لتغيير موقفها، في وقت تواجه كييف صعوبة في التصدي للهجوم الروسي في منطقة خاركيف.
فرانس24/أ ف ب/رويترز