سورياسياسة

المجلس السوري البريطاني يكشف تورّط “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” بقمع الاحتجاجات الشعبية عام 2011 

كشف تحقيق أجراه المجلس السوري- البريطاني تورّط الاتحاد الوطني لطلبة سوريا التابع للنظام في عمليات قمع شنها نظام الأسد ضد الاحتجاجات الشعبية عام 2011، مؤكداً أن الاتحاد قام بدور كبير في مراقبة وقمع الاحتجاجات الطلابية ضد النظام في مختلف الجامعات السورية الحكومية والخاصة، إلى جانب التعاون مع أجهزة الأمن التابعة للنظام، بما في ذلك ملاحقة واعتقال وتعذيب الطلبة، أو تسليمهم إلى قوات الأمن.

 

وقال المجلس إن تحقيقه الذي استمر أكثر من عام بين سبتمبر/أيلول 2022 ونوفمبر/تشرين الثاني 2023، اعتمد على مقابلات مع 20 شاهداً، بينهم طلاب سابقون وأعضاء في الهيئات التدريسية وأعضاء من الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وركز على الفترة بين عامي 2011 و2013.

 

ووفق الشهادات الواردة في التحقيق، مُنح الناشطون في الاتحاد الوطني لطلبة سورية اعتباراً من العام 2011 صلاحيات واسعة لاعتقال الطلاب تعسفياً لمجرد الشك في ولائهم، وتعذيبهم في الحرم الجامعي عبر طرق مختلفة، مثل الضرب والصعق الكهربائي، والإساءات اللفظية، فضلاً عن الانتهاكات الجنسية. وأكدت الشهادات وجود تعاون وتنسيق كبيرين بين اتحاد الطلبة وأجهزة الأمن السورية.

 

ووفق التحقيق، فقد زود نظام الأسد اتحاد الطلبة بالعديد من الأسلحة كالهراوات الخشبية وعصي الصعق الكهربائي، وحتى المسدسات في بعض الحالات.

 

ويشير التحقيق إلى أن النمط العام لهجمات أعضاء اتحاد الطلبة على التظاهرات الطلابية هو تطويق المحتجين وشتمهم بألفاظ نابية، ثم الهجوم عليهم باستخدام الهراوات والعصي، ومن ثم يجري اعتقال بعض الطلاب وضربهم وتعذيبهم داخل مكاتب الاتحاد، ويتم أحيانا تسليمهم إلى أجهزة الأمن.

 

كما أن بعض الهجمات على المحتجين داخل الحرم الجامعي، كانت تتم أحياناً بمشاركة مباشرة من عناصر الأمن مع إحضار حافلات لنقل المعتقلين من الطلاب.

 

وقال المجلس السوري – البريطاني إنه سيقدم نسخة من هذا التقرير والمقابلات التي أجراها إلى الآلية الدولية المحايدة والمستقلة بشأن سورية وإلى مكاتب جرائم الحرب الوطنية في الدول ذات الصلة، ليصار بعد ذلك إلى استخدام استنتاجات التقرير من قبل السلطات الوطنية والدولية لتمكين القضاء من الوصول إلى نتائج وفق الوقائع والقوانين.

 

جدير بالذكر أن نشر التحقيق يأتي قبل نحو شهر من انطلاق أولمبياد فرنسا التي تبدأ في 26 يوليو/تموز المقبل، ويمثل نظام الأسد فيها وفد رياضي سوري برئاسة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية عمر العاروب، وهو أيضاً رئيس اللجنة الوطنية السورية للألعاب البارالمبية.

 

وقد حضر العاروب العام الماضي إلى العاصمة باريس بدعوة من الجهة المنظمة للأولمبياد، وهو ما أثار احتجاجات منظمات سورية ودولية عدة باعتبار أن العاروب هو أيضاً نائب قائد مليشيا “كتائب البعث” المسلحة الموالية للنظام والتي تم إنشاؤها عام 2012 وعملت على قمع المحتجين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى