قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده تحث نظام الأسد على استثمار حالة الهدوء وتوقف الاشتباكات بغية حلّ المشاكل الدستورية وتحقيق السلام مع معارضيه.
وأضاف فيدان خلال لقاء أجرته معه قناة “خبر تورك” التركية الاثنين، أن أهم شيء حققته تركيا وروسيا في الشأن السوري هو وقف القتال بين النظام والمعارضة.
وأوضح: “ما نريده، هو أن يستغل نظام الأسد بعقلانية هذه الفترة من حالة عدم الصراع، هذه الفترة من الهدوء، وأن يستغل كل هذه السنوات كفرصة لحل مشاكله الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه”.
كما دعا الوزير نظام الأسد إلى انتهاز فرصة الهدوء بغية “إعادة الملايين من السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها”.
واستدرك: “إلا أننا من هنا لا نرى أنه (النظام) يستفيد من ذلك بما فيه الكفاية”.
ويوم الأحد 23 أيار، نفت صحيفة الوطن الموالية عقد أي لقاءات عسكرية أو أمنية مع تركيا في قاعدة حميميم الروسية، وذلك بعدما تحدثت عن ذلك صحيفة تركية زاعمة أن اللقاء جرى بين مسؤولين عسكريين من الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من النظام أنه لم يطرأ أي تغيير في موقف نظام الأسد تجاه شروط التقارب مع أنقرة، وبشكل خاص إبداء الاستعداد للانسحاب من سوريا، وتوصيف الفصائل المعارضة أنها إرهابية.
وأكدت المصادر عدم صحة ما جرى تداوله حول عقد لقاءات في قاعدة حميميم، مشددة على أن موقف نظام الأسد من عملية التقارب مرتبط بانسحاب تركيا من الأراضي السورية بالدرجة الأولى.
وبخصوص الوساطة العراقية بين تركيا والنظام، قالت المصادر إن التحركات لتنشيط عملية التقارب بين الجانبين مستمرة، وبغداد تلعب دوراً واضحاً في هذا الإطار “بدعم من السعودية وروسيا والصين وإيران، وموافقة ضمنية أميركية”.
وأشارت إلى أن بغداد “تسعى لإطلاق قريب لهذه العملية، حتى وإن كانت على المستوى الفني في البداية، تمهيداً لعقد لقاءات على مستوى أعلى في حال كانت شروط حصول مثل هذه اللقاءات محققة”.
وكانت صحيفة آيدنلك التركية كشفت قبل أيام عن لقاء جمع مسؤولين عسكريين من تركيا ونظام الأسد في قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية يوم الحادي عشر من حزيران الجاري.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لها أن هذا الاجتماع، الذي توسطت فيه روسيا، ركز على التطورات الأخيرة في إدلب والمناطق المحيطة بها، ويعتبر “خطوة مهمة” في استئناف المحادثات المتوقفة بين البلدين.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه الذي يعقد على الأراضي السورية، مشيرة إلى أن روسيا نظمته بعد يوم من اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في العاصمة موسكو.
وفي أيار الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إنه على اتصال مع رئيس النظام، بشار الأسد، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن جهود المصالحة بين الطرفين.
وأشار السوداني إلى دور بلاده في اتفاق التطبيع بين طهران والرياض، موضحاً أنها تحاول التوصل إلى أساس مماثل للمصالحة والحوار بين نظام الأسد وتركيا.
وذكر أن العراق بذل الكثير من الجهود بشأن نظام الأسد وبشكل خاص لاستعادة مقعده في الجامعة العربية، مؤكداً أنه يفكر بنفس الطريقة التي تفكر بها تركيا فيما يتعلق بالحوار والمصالحة مع النظام.
وتابع أن مصادر التهديدات الأمنية التي يواجهها العراق وتركيا تنبع من المناطق السورية التي لا يسيطر عليها نظام الأسد، مشيراً إلى أن “هناك مصلحة مشتركة في تقريب وجهات النظر للتوصل إلى توافق وحل قضايا الخلاف والتركيز على القضايا المشتركة”.
وفي آذار الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الخطوات العملية للتطبيع بين تركيا ونظام الأسد أصبحت الآن “مستحيلة” بسبب الأوضاع التي يشهدها قطاع غزة.
وأوضح لافروف في مؤتمر صحافي عقب مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي أن بلاده تؤكد اهتمامها بتعزيز تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا وعملت على ذلك، وما زلت نواصل العمل في الواقع، ولكن الخطوات العملية الآن مستحيلة بسبب الأوضاع في غزة.
وتابع لافروف أن ما يجري حقيقةً في مناطق أخرى يؤثر بشكل مباشر على جميع المشاركين في هذه العملية، مثل القصف الذي شنه الأميركيون على أهداف معينة تابعة للقوات الموالية لإيران، وقصف العراق وسوريا واليمن، مشيراً إلى أن مثل هذه الأعمال “تصرف الانتباه عن العملية الطبيعية لبناء العلاقات بين سوريا وتركيا” بمشاركة الجانب الروسي، وفق تعبيره.