أعلنت إسرائيل رفع جاهزيتها إلى المستوى التالي للقتال في الشمال، وتوعدت مليشيا حزب الله “بدفع الثمن” ردا على مقتل وإصابة العشرات جراء سقوط صاروخ في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
وأجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت صباح اليوم زيارة إلى قرية مجدل شمس الدرزية في الجولان، وقال إن حزب الله هو المسؤول عن الهجوم وسيدفع الثمن، بحسب تعبيره.
وأضاف أن إسرائيل ستتصرف بقوة عند الضرورة، وستستعمل كل الوسائل لإعادة سكان الشمال إلى ديارهم.
وفي السياق، حذرت إيران إسرائيل من أي “مغامرة جديدة” في لبنان، وفقًا لتصريح صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، عقب حادثة مجدل شمس التي أدت إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة نحو 30 آخرين بجروح خطيرة جراء سقوط قذيفة صاروخية.
وأكد كنعاني أن أي اعتداء إسرائيلي جديد قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب وزعزعة أمن المنطقة، محملاً إسرائيل المسؤولية عن العواقب غير المتوقعة لمثل هذا السلوك.
وجدد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي اتهام حزب الله بالوقوف وراء الهجوم، مؤكدًا أن الصاروخ المستخدم كان من نوع “فلق” برأس حربي يزن 53 كيلوغرامًا، وأن من يطلق مثل هذا الصاروخ على منطقة مأهولة يهدف لقتل المدنيين والأطفال.
وأعرب هليفي عن دعمه للمجتمع الدرزي وسكان مجدل شمس، معلنًا أن إسرائيل تعمل على زيادة استعدادها بشكل كبير للمرحلة التالية من القتال في الشمال. مشددًا على أن حزب الله سيواجه “ثمنًا باهظًا” جرّاء هذا الهجوم.
فيما أعلنت إسرائيل صباح الأحد، ضرب سلسلة أهداف تابعة لحزب الله في جنوب وعمق لبنان، بينها ما زعم أنها مخابئ للأسلحة وبنى تحتية في شبريحا، برج الشمالي، البقاع، كفركلا، رب ثلاثين، الخيام، وطيرحرفا. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية إن الغارة على بلدة برج الشمالي أدت إلى سقوط جرحى من السكان و أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية والمنازل المحيطة بالمكان المستهدف.
في الوقت الذي يتهم فيه جيش الاحتلال حزب الله بالوقوف وراء إطلاق الصاروخ، قال الحزب في بيان نشره عبر حسابه “تليغرام” إنّه ينفي الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام الاسرائيلية ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس، ويؤكد أن لا علاقة للمقاومة بالحادث على الإطلاق.
من جانبه، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن أمريكا تندد بشدة بالهجوم الصاروخي على قرية مجدل شمس في الجولان. وأعرب البيت الأبيض عن تعازيه لعائلات الضحايا، مؤكدًا دعمه الثابت لأمن إسرائيل ضد جميع الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله اللبناني.
في خضم هذه الفوضى، عبر الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف عن استيائه وغضبه العارم عبر حسابه على فيسبوك، ناعيًا الضحايا الأبرياء الذين سقطوا فيما وصفه بـ”المجزرة الإرهابية”، ومؤكدًا على ضرورة تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء الشائعات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، ندد وليد جنبلاط زعيم الطائفة الدرزية في لبنان بالهجوم بشدة، مؤكداً أن الدروز لن ينجروا إلى الفتنة. وأضاف جنبلاط أن استهداف المدنيين أمر مرفوض ومدان في أي مكان، سواء كان في فلسطين المحتلة أو الجولان المحتل أو جنوب لبنان.
يجدر بالذكر أن نتنياهو قد أعلن أن “حزب الله سيدفع ثمناً غالياً، وهو ثمن لم يدفعه حتى الآن.” جاء هذا التصريح قبل اجتماع الكابينت المقرر اليوم، بعد عودته من الولايات المتحدة.