طالبت الأمم المتحدة بضمان إبقاء محنة الإيزيديين والأقليات المتضررة الأخرى في قلب المناقشات المتعلقة بالسياسات، داعية بذات الوقت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا إلى إطلاق سراح الإيزيديين المحتجزين في المخيمات التي تديرها.
وجاءت دعوة الأمم المتحدة على لسان الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، براميلا باتن، بمناسبة مرور عشرة أعوام على محاولة تنظيم “داعش” القضاء على الشعب الإيزيدي في سنجار شمالي العراق، حيث هاجم المنطقة وذبح الآلاف واختطف آلاف الأشخاص.
وقالت باتن إن الناجين من الإيزيديين والمجتمعات الأخرى في العراق لا يزالون يطالبون بدعم خاص للشفاء وإعادة بناء حياتهم، فضلاً عن العدالة، ومحاسبة الجناة، وضمانات عدم التكرار.
وذكر بيان الأمم المتحدة أن 2,847 من الإيزيديين مازالوا في عداد المفقودين، بالإضافة إلى عدد غير معروف من المفقودين من مجتمعات أخرى، ورجح أن العديد من الناجين ما زالوا محتجزين، وقد لا يكشفون عن هويتهم بسبب مخاوف من الانتقام وانفصالهم عن أطفالهم.
وكانت منظمة العفو الدولية، قالت قبل أيام بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لهجوم تنظيم داعش على المجتمع الأيزيدي في العراق، إن الآلاف من الأيزيديين الناجين من الفظائع التي ارتكبها التنظيم لا يزالون في عداد المفقودين، ومن بينهم على الأرجح مئات محتجزين إلى أجل غير مسمى في شمال شرق سوريا.
وفي بداية أغسطس/آب 2014، نفّذ تنظيم داعش هجومًا استهدف المجتمع الأيزيدي في العراق، والذي اعتبرته الأمم المتحدة إبادة جماعيةً. فقد قُتل أكثر من 3,000 رجل وامرأة وطفل أيزيدي بشكل غير قانوني، واختطف تنظيم داعش ما لا يقل عن 6,800 آخرين – معظمهم من النساء والأطفال. وارتكب تنظيم داعش مجموعة من الانتهاكات المروعة ضد الأيزيديين، وأخضع النساء والفتيات للاستعباد الجنسي، وغيره من أشكال الاستعباد، وأجبر الصبية على القتال كجنود أطفال.
وفي أعقاب الهزيمة الإقليمية التي لحقت بتنظيم داعش في مارس/آذار 2019، لا يزال ما يقدر بنحو 2,600 أيزيدي في عداد المفقودين، وفقًا لمكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين في دهوك. ويُعتقد أن نسبة كبيرة منهم موجودون في شمال شرق سوريا، بعد أن اختطفهم تنظيم الدولة ونقلهم إلى هناك.
وقد أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع نشطاء ومنظمات حقوق الأيزيديين، حيث يقدّرون بأن هناك أعدادًا كبيرة من الأيزيديين العالقين في منظومة الاحتجاز مترامية الأطراف التي أُنشئت لاحتجاز الأشخاص المتصوّر انتماؤهم إلى تنظيم الدولة في شمال شرق سوريا. وتدير هذه المنظومة سلطات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بدعم من التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة، والذي أُسِس لهزيمة تنظيم داعش.
وقالت لورين آرونز، كبيرة مستشاري منظمة العفو الدولية المعنية بقضايا النوع الاجتماعي والنزاعات والعدالة الدولية: “لقد عانى المجتمع الأيزيدي من ضرر لا يمكن تصوره على أيدي تنظيم الدولة. فبعد عشر سنوات من شن التنظيم هجومه الأول على الأيزيديين، تستمر معاناتهم ولا يزال الآلاف في عداد المفقودين”.
ويُعتقد أن المئات من النساء والأطفال الأيزيديين موجودون في مخيم احتجاز الهول، ولا يزال بعضهم عالقين في ظروف الأسر والاستعباد، وغيرها من الانتهاكات التي يرتكبها عناصر تنظيم الدولة. ويُعتقد أيضًا أن عددًا غير معروف من الصبية والشبان الأيزيديين، الذين اختُطفوا وهم أطفال، محتجزون في شبكة مترابطة تضم 27 منشأة احتجاز على الأقل.
وفي حين أُطلق سراح المحتجزين في منشآت الاحتجاز ومخيم الهول الذين كشفوا عن هوياتهم كأيزيديين وأعيدوا إلى العراق، تقول منظمات حقوق الأيزيديين، وكذلك الأيزيديون العائدون مؤخرًا إلى وطنهم، إنه لا تزال هناك العديد من العقبات أمام الأيزيديين الذين ما زالوا رهن الاحتجاز للتقدم والتعريف بهويتهم.