قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده لا يمكن أن تناقش التنسيق بشأن الانسحاب من سوريا إلا بعد الاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود.
وفي تصريحات لوكالة رويترز أضاف غولر أن “تركيا وسوريا قد تعقدان لقاءات على مستوى وزاري في إطار جهود التطبيع إذا توفرت الظروف المناسبة”.
وأشار إلى أن الخطوات المشتركة التي اتخذتها تركيا مع العراق في مكافحة الإرهاب تمثل نقطة تحول، مضيفا أن حزب العمال الكردستاني يمثل خطرا على الجانب العراقي من مشروع طريق التنمية الذي يجري التخطيط له مع دول بالمنطقة.
وفي 11 آب، عبّر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن تأييد بلاده لتطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد، وتطوير عملية التفاوض والتحضير لاجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس النظام بشار الأسد.
وأضاف بوغدانوف للصحفيين أن موسكو تؤيد عملية التطبيع على أساس الاعتراف المتبادل بوحدة الأراضي والسيادة.
وأردف أن موسكو مع هذه العملية وتدعو لاكتسابها الزخم الضروري، وسيكون من الجيد جداً أن يجتمع رئيسا الدولتين، وقال إنه يعتقد أن التحضير الجاد لمثل هذا الاجتماع مطلوب، وفق تعبيره.
يذكر أنه في تموز الماضي قالت صحيفةٌ تركية إن لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام بشار الأسد، قد يتم في شهر آب المقبل على أبعد تقدير في نقطة تفتيش على الحدود السورية التركية.
وأضافت صحيفة “تركيا” المحلية أن مسؤولين أتراك وسوريين عقدوا ثلاث جولات من المحادثات خلال الشهر الماضي حول تطبيع العلاقات الثنائية وتنظيم الاجتماع الأول بين أردوغان وبشار الأسد.
ولفتت إلى أنه في البداية تمت مناقشة العراق كمكان لاجتماع أردوغان والأسد، إلا أن أنقرة تركز على خيار بديل، وتحديداً معبر كسب الحدودي بين تركيا وسوريا، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تتطور العملية بسرعة، وأن يلتقط الزعيمان الصور معاً في شهر آب على أبعد تقدير.
وفي 25 تموز قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن تركيا تسعى لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد بالتعاون في عدة ملفات حيوية مثل أمن الحدود ومكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين.
وأضاف في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية”، أن تركيا ترغب في تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد على غرار ما تم تحقيقه مع دول أخرى في المنطقة، موضحاً أن “تركيا مستعدة لبدء الحوار على جميع المستويات، بما في ذلك الرئاسة، لحل المشكلات القائمة”.
وأضاف أن البلدين أجريا محادثات عبر قنوات متعددة منذ عام ألفين وسبعة عشر، مما ساهم في وقف الاشتباك بين المعارضة والنظام في سوريا، معرباً عن أمله في تحويل فترة الهدوء المستمرة منذ ست إلى سبع سنوات إلى حالة أكثر ديمومة، مشدداً على أهمية عودة السوريين الذين يعيشون خارج البلاد إلى وطنهم بأمان.
وتابع الوزير التركي أنه “يجب تطهير سوريا منها، خاصة مناطق العرب المحتلة من قبل تنظيم بي كي كي، وهناك منشآت نفطية استولى عليها التنظيم، يعني أن هناك منظمة إرهابية اغتصبت موارد الشعب السوري”، مشيراً إلى “ضرورة محاربة التنظيم لتحرير النفط ومصادر الطاقة منه وإعادتها إلى الشعب السوري”، مؤكداً أن التنظيم يمول حربه ضد الشعب السوري والدولة التركية من إيرادات تلك المنشآت النفطية.
وحول اشتراط نظام الأسد خروج القوات التركية من سوريا، أوضح فيدان أنه “حتى الآن لا يوجد أي شرط مسبق تم التواصل بشأنه”، مشدداً على أهمية بدء المحادثات من دون شروط مسبقة لحل المشكلات بطريقة حضارية.
وشدد على أن تركيا دولة قوية لا تبحث عن محادثات بسبب عجز أو يأس، بل بدافع النضج والتركيز على التأثير الدبلوماسي وحاجة المنطقة للسلام.