قال تقرير صادر عن تجمع الحماية في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية – أوتشا، إن العنف تصاعد في منطقة شمال غربي سوريا خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، ما أدى إلى تدهور الوضع الأمني وزيادة حدة أزمة النزوح والفقر.
وأفاد التقرير بأن خمسة وثلاثين بالمئة من السكان يفكرون في الانتقال بسبب تصاعد الأعمال العدائية، لا سيما في إدلب وحلب، في حين أن الخوف هو الدافع الأساسي للتفكير في الانتقال بنسبة اثنين وسبعين بالمئة.
وأشار ستون بالمئة من المشاركين في التقرير أن الاستغلال يشكل خطراً رئيسياً، وثمانية وأربعون بالمئة قلقون من عمالة الأطفال، وستة وثلاثون بالمئة صرحوا بوجود مشكلات تتعلق بالاعتداء والإساءة، إضافة إلى عدم اليقين بشأن آليات الحماية.
وذكر التقرير أن 20% يواجهون تهديدات بالإخلاء، وأن الأسباب الرئيسية تشمل عدم دفع الإيجار وارتفاع المطالبات المالية من الملاك، فيما أعرب 79% عن خشيتهم من أن يصبحوا بلا مأوى في حال إجبارهم على النزوح، في حين عبّر 57% عن قلقهم بشأن الدخل والاستغلال، بينما يعاني 89% من مشكلات نفسية ولم يتلقوا أي دعم.
يذكر أنه في مطلع آب الجاري، أشار تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا إلى الوضع الإنساني المتدهور في شمال غربي سوريا، لافتاً إلى أن عدد النازحين السوريين داخلياً وصل إلى مستويات غير مسبوقة، مع استمرار الاحتياجات الإنسانية في الارتفاع، ما يشير إلى أنّ “الأزمة السوريّة” ما تزال تشكّل تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، وفق التقرير.
وتُشير البيانات إلى أن هناك نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون نازح داخلياً في شمال غربي سوريا، منهم مليونان وأربعمئة ألف في شمالي حلب ومليون ومئة وخمسون ألفاً في منطقة إدلب، فيما يعيش نحو مليون ونصف المليون نازح في ألف وخمسمئة وتسعة وثلاثين مخيماً وموقعاً غير رسمي.
ورصدت بيانات “أوتشا” تحركات نزوح وعودة خلال الربع الأول من العام الجاري 2024، حيث تم تسجيل 22.1 ألف حركة، مع استمرار منطقة إدلب وشمالي حلب في استقطاب أكبر عدد من هذه التحركات.
ولفت التقرير إلى أنه مع وصول نسبة النساء والأطفال من بين المحتاجين في شمال غربي سوريا إلى 79%، يصبح من الضروري التركيز على تقديم الدعم لهذه الفئات الأكثر ضعفاً.
كذلك أشارت “أوتشا” إلى المحتاجين في منطقة رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة، والذي يبلغ إجمالي عددهم 175 ألفاً و945 شخصاً، ما يستدعي تكثيف الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية.
وتابع التقرير أن البيانات تظهر أن هناك 4.8 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غير غذائية، و3.6 ملايين شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة.
كما إن هناك 69% من العائلات السوريّة بحاجة إلى وسائل تدفئة، و81% بحاجة إلى بطانيات شتوية، ما يعكس التحديات التي يواجهها السكّان مع اقتراب فصل الشتاء.