سورياسياسة

الخارجية الروسية: ندعم جهود التطبيع التركي السوري 

عبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن دعم بلادها للجهود الدبلوماسية الجارية الرامية إلى تطبيع العلاقات بين نظام الأسد وتركيا.

 

وأضافت زاخاروفا في تصريح صحفي أن روسيا “تؤيد تطبيع العلاقات بين الجانبين وملتزمة بهذه العملية”، مؤكدة أن موسكو “تنطلق من حقيقة أن التطبيع بين أنقرة ودمشق مهم جداً لدفع التسوية السورية الشاملة وتعزيز الأمن الإقليمي”، حسب تعبيرها.

 

وأشادت المسؤولة الروسية بالتقدم الذي تم إحرازه حتى الآن في عملية التطبيع بين نظام الأسد وتركيا، مشيرة إلى أنه “تم وضع أساس جيد جداً للحوار”، لافتة إلى أن “منصة أستانا لعبت دوراً فعالاً في تسهيل المناقشات بين نظام الأسد وتركيا والأطراف المعنية الأخرى”، مشددة على ضرورة “استمرار الحوار والتنسيق لضمان نجاح عملية التطبيع”، على حد قولها.

 

ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية منع التطبيع مع النظام بأنها “سياسة خاطئة”، مضيفة أنه “من الواضح أن النظام سيعود في نهاية المطاف للتعاون مع الدول المجاورة وإعادة العلاقات الدبلوماسية مع العديد من الذين رفضوها قبل عشر سنوات”.

 

وقبل نحو أسبوع، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن العمليات العسكرية التركية في شمالي سوريا قد جلبت السلام للمنطقة الحدودية، مشيراً بذات الوقت إلى أن تركيا ستعمل مع من يفوز بانتخابات حرة في سوريا.

 

وأضاف غولر في مقابلة تلفزيونية أن أردوغان يبذل جهوداً لإقامة “بيئة من السلام”، مشيراً إلى أنه يمكن البدء بمفاوضات سلام مع نظام الأسد. ولكن لدينا شروط لذلك، وقال إن نظام الأسد يقول إذا “أبلغتمونا بتاريخ الانسحاب، سنتفاوض”، لافتاً إلى أن أنقرة تفهم هذا الأمر على أنه عدم رغبة منه بالعودة للسلام.

 

ودعا غولر نظام الأسد إلى القبول بدستور شامل وإجراء انتخابات حرة، وفي النهاية، من يصل إلى السلطة “ستكون أنقرة مستعدة للعمل معه”.

 

ورداً على سؤال يتعلق بتزويد الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب بأنظمة دفاع جوي، قال غولر: “منذ البداية لم يكن هناك شيء يسمى PYD، هذا هو نفسه PKK تماماً. من المستحيل عدم فهم هذا”.

 

وأضاف: “يقول لنا أصدقاؤنا (أميركا) ‘نحتاج إلى قوات لمكافحة داعش’. لقد عبرت عن هذا بصراحة لأصدقائنا الأمريكيين. ‘هل تريد حقاً محاربة داعش؟’، ‘نعم أريد’. إذاً، سنوفر لك كل ما تحتاجه من القوات. ولكن لا يوجد رد”.

 

وتابع: “في حين أننا حلفاء في الناتو، يبدو لنا وكأنهم يستهزئون بعقولنا”.

 

كما كان وزير الدفاع التركي يشار غولر صرح قبل ذلك بأن بلاده لا يمكن أن تناقش التنسيق بشأن الانسحاب من سوريا إلا بعد الاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود.

 

وفي تصريحات لوكالة رويترز أضاف غولر أن “تركيا وسوريا قد تعقدان لقاءات على مستوى وزاري في إطار جهود التطبيع إذا توفرت الظروف المناسبة”.

 

وأشار إلى أن الخطوات المشتركة التي اتخذتها تركيا مع العراق في مكافحة الإرهاب تمثل نقطة تحول، مضيفا أن حزب العمال الكردستاني يمثل خطرا على الجانب العراقي من مشروع طريق التنمية الذي يجري التخطيط له مع دول بالمنطقة.

 

وفي 11 آب، عبّر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن تأييد بلاده لتطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد، وتطوير عملية التفاوض والتحضير لاجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس النظام بشار الأسد.

 

وأضاف بوغدانوف للصحفيين أن موسكو تؤيد عملية التطبيع على أساس الاعتراف المتبادل بوحدة الأراضي والسيادة.

 

وأردف أن موسكو مع هذه العملية وتدعو لاكتسابها الزخم الضروري، وسيكون من الجيد جداً أن يجتمع رئيسا الدولتين، وقال إنه يعتقد أن التحضير الجاد لمثل هذا الاجتماع مطلوب، وفق تعبيره.

 

يذكر أنه في تموز الماضي قالت صحيفةٌ تركية إن لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام بشار الأسد، قد يتم في شهر آب المقبل على أبعد تقدير في نقطة تفتيش على الحدود السورية التركية.

 

وأضافت صحيفة “تركيا” المحلية أن مسؤولين أتراك وسوريين عقدوا ثلاث جولات من المحادثات خلال الشهر الماضي حول تطبيع العلاقات الثنائية وتنظيم الاجتماع الأول بين أردوغان وبشار الأسد.

 

ولفتت إلى أنه في البداية تمت مناقشة العراق كمكان لاجتماع أردوغان والأسد، إلا أن أنقرة تركز على خيار بديل، وتحديداً معبر كسب الحدودي بين تركيا وسوريا، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تتطور العملية بسرعة، وأن يلتقط الزعيمان الصور معاً في شهر آب على أبعد تقدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى