المعارضة السورية تبحث خياراتها ما بعد مفاوضات “جنيف”
تبحث المعارضة السورية بعد إعلان تجميد المفاوضات في جنيف أمس الأربعاء، خياراتها للتعامل مع التطورات الميدانية والسياسية، حيث أعربت عن استعدادها للحل السياسي عدة مرات، في مقابل خيارات مطروحة على الأرض.
وأعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا مساء أمس تعليق المفاوضات، وذلك لأن نظام الأسد لا يستجيب للمطالب الإنسانية للمعارضة، وأنه سيدعو مجلس الأمن للانعقاد، ويجري مباحثات، على أن تعقد المباحثات مجددا في 25 شباط/ فبراير الجاري.
وعقب إعلان دي مستورا، قال رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، ومقرها في الرياض، خلال مؤتمر صحفي أمس بعد الإعلان عن تعليق المفاوضات، إن الخيارات متاحة لدى المعارضة، على الرغم من التقدم للنظام في بعض المناطق، مقللا من أهمية ذلك.
وحول خطة المرحلة المقبلة، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط، إن اجتماعا ستعقده المعارضة خلال 10 أيام، إما في الرياض أو في إسطنبول التركية، من أجل تقييم الخطوات الواجب تنفيذها.
وأفاد مسلط أن “الهيئة لا تزال عند مطالبها الإنسانية وفق القرار الأممي، ويجب تنفيذ ذلك، وفي حال اتخذت خطوات من هذا القبيل، فإن المعارضة مستعدة للقدوم مجددا الى جنيف في 25 الجاري، بناء لدعوة دي مستورا”.
ورفض المسلط “بدء المفاوضات مع النظام، ما لم يتم تحقيق بنود واردة في القرار الأممي”، في إشارة إلى المادتين 12 و13 من القرار الأممي 2243.
من ناحيته، قال رئيس الائتلاف السوري، خالد خوجة، “كان المطلوب أن تكون المطالب الإنسانية فوق المفاوضات، وعلى النظام أن يقدم على تنفيذها، وعلى الأمم المتحدة ضمان ذلك”.
وأضاف “دي مستورا قدم طلبه للطرف الآخر، ولكن الطرف الآخر أي روسيا والنظام زادوا من هجومهم على حلب(شمال سوريا) ومناطق أخرى، وأسقطت البراميل المتفجرة على عدد من المناطق، وهذا يعني أن النظام وروسيا يعيقان المرحلة، وهو ما جعل دي مستورا يصل لقناعة، بأن المفاوضات لا أهمية لها حاليا”.
وشدد بالقول “نحن لم نقل أننا سننسحب، وقلنا قبلاً بأننا يمكن أن نبدأ بالمفاوضات إذا تحققت خطوات ملموسة بالمطالب الإنسانية، وكررنا ذلك لدي مستورا، ومتى يتم الإقدام على هذه الخطوات فنحن جاهزون”.
وفي نفس الإطار، أوضح خوجة أن “النظام صعّد عسكريا خلال انعقاد “جنيف2″(العام الماضي) أيضا، في وقت يكتفي المجتمع الدولي بالمراقبة، وهو انسحب في جنيف2، وكان يجب أن يُقدم على خطوات إنسانية، ولم تتحقق حتى اليوم”.
وأكد أن “روسيا تطالب بحلول هي تريدها، وعندما لم تتحقق فإنها عرقلت جهود الحل السلمي”، على حد تعبيره.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، قد أعلن أمس الأربعاء، تعليق المباحثات السورية في مدينة جنيف السويسرية، حتى 25 شباط/فبراير الجاري، وذلك لـ”تعديل المسار”، على حد تعبيره.
وأضاف دي مستورا، في مؤتمر صحفي عقده، أمس في جنيف، عقب لقائه وفد المعارضة، “عليّ أن أدعو مجلس الأمن الدولي للانعقاد، وتناول المباحثات”.
وبعد إعلان دي مستورا، اعتبر منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض حجاب، تعليق مفاوضات جنيف، “فرصة للمجتمع الدولي للضغط على النظام وحلفائه، لإلزامهم بتنفيذ المطالب الإنسانية للشعب السوري”.
وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف أمس، أبدى حجاب استعداد الهيئة الدائم، للدخول في مفاوضات للانتقال السياسي للسلطة في البلاد.
المصدر : الاناضول