أهالي الرقة يروون تفاصيل المجزرة .. التعرف على هويات الضحايا كان أمرا صعبا
لن تغادر تفاصيل المجزرة المروعة -التي نفذها النظام السوري ضد المدنيين في الرقة قبل يومين- ذاكرة الأهالي بسهولة، خاصة وأن عدد الضحايا تجاوز أكثر من 300 بين قتيل وجريح ومفقود، ولم يتم التعرف على القتلى -وبينهم نساء وأطفال- بسبب تفحم جثثهم.
وفي حديثه للجزيرة نت يقول عضو “حملة الرقة تذبح بصمت” فرات الوفا إن طائرات النظام شنت تسع غارات استهدفت المستودع الأصفر وحي المشلب ومنطقة البريد ومسجد الحني وحارة الصواجين في المنطقة الصناعية وساحة المتحف التي سقط فيها أكثر الضحايا.
وأضاف “استطعنا توثيق 50 اسما من الضحايا وتتوالى الأسماء تباعا حين التعرف على الجثث”. وعزا صعوبة توثيق الأسماء إلى تفحم عدد كبير من الجثث وتفتت البعض الآخر ما عدا المفقودين حتى اللحظة، إضافة إلى صعوبة علاج ضحايا الحادثة في المستشفيات بالرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية ويمنع النشطاء من أداء واجبهم في إسعاف المصابين فيها، حسب قوله.
وذكر الوفا أن القصف خلف دمارا كبيرا في المنازل والممتلكات، وأوضح “أحصينا أكثر من 25 منزلا دمرت بالكامل و15 محلا تجاريا وسقوط مأذنة مسجد الحني الذي لم ينج من همجية قصف النظام”.
أشلاء وتفحم
من جهته تحدث أبو أحمد والد ضحية في المجزرة قائلا “كنت في السوق عندما بدأت طائرات النظام القصف، فسارعت ومئات من الأهالي إلى تقديم المساعدة في حال وجود ضحايا أو إصابات لنقلهم مع المسعفين وتقديم ما يلزم”.
وأضاف “بينما كنت أنقل عددا من الضحايا بسيارتي إلى المشفى وجدت عشرات الجثث ملقاة على أرض المشفى بينهم ولدي الذي يبلغ من العمر 13 عاما فقط، مما أصابني للوهلة الأولى بصدمة أوقعتني أرضا من هول الموقف ورحت أبحث عن أحد لأتأكد أنه ابني أم أنني مخطئ ثم تبيّن لي لاحقا أنه فعلا ولدي”.
أما فادي العمر الذي قُتل شقيقاه وقريب ثالث له في المجزرة، فقال “فور رؤيتي وأصدقائي قصف الطيران توجهنا إلى أماكن القصف وتحديدا إلى منطقة الصناعة التي كان يعمل فيها إخوة لي وبعض أقاربي، فرأينا عشرات الجثث المتفحمة والمفتتة ومناظر تقشعر لها الأبدان”.
ويكمل “أسرعت لأبحث بين الجثث عن أقاربي لأن القصف كان قرب مكان يعمل فيه إخوة لي فإذا بي أجد أحد إخوتي مصابا إصابات بالغة ويقول لي ابحث عن أخينا فقد كان بجانبي، فواصلت البحث وأنا في حالة ذهول فوجدت أخي الثاني مقسما إلى ثلاثة أقسام فلم أتمالك نفسي من الصراخ والبكاء”.
وتساءل “أين تنظيم الدولة من كل ما حصل؟ لم أرهم يمنعون القصف والقتل الذي حل بنا، بل رأيتهم يهربون ويختبئون أثناء القصف، فأين هم من حمايتنا من قصف التحالف أو قصف النظام لنا؟ لم أر ممن قتل في هذه المجزرة إلا المدنيين. لا بارك الله في أناس يحكموننا ليحموا أنفسهم”.
الجزيرة – وطن اف ام