السعودية تستدعي سفيرها ببرلين بسبب تصريحات وزير خارجيتها
قررت السعودية دعوة سفيرها في ألمانيا للتشاور، والاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية الألماني “زيغمار غابرييل” التي وصفتها بأنها “مشينة وغير مبررة”.
جاء هذا في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” تعليقاً على تصريحات لـ”غابرييل” وصفتها إنها “غير صحيحة”، وجه فيها انتقادات شديدة للسياسة الخارجية للمملكة، وخصوصاً في تعاملها مع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري.
ونقلت “واس” عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية ( لم تذكر اسمه) :”أن تلك التصريحات تثير استغراب واستهجان المملكة العربية السعودية”.
وقال: إن “المملكة تعتبر أن مثل هذه التصريحات العشوائية المبنية على معلومات مغلوطة لا تدعم الاستقرار في المنطقة، وأنها لا تمثل موقف الحكومة الألمانية الصديقة التي تعدها حكومة المملكة شريكاً موثوقاً في الحرب على الإرهاب والتطرف وفي السعي لتأمين الأمن والاستقرار في المنطقة “.
وبين أن المملكة “قررت دعوة سفيرها في ألمانيا للتشاور، كما أنها ستسلم سفير ألمانيا لدى المملكة مذكرة احتجاج على هذه التصريحات المشينة وغير المبررة”.
وانتقد وزير الخارجية الألماني خلال لقاء عقده أول أمس الخميس مع نظيره اللبناني جبران باسيل في برلين بشدة تصرفات السعودية مع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري ووصفها بأنها “ليست معتادة”.
وقال الوزير الألماني “إن هناك إشارة مشتركة من جانب أوروبا إلى أن روح المغامرة التي تتسع هناك منذ أشهر عدة لن تكون مقبولة ولن نسكت عنها”.
وأضاف: “بعد الأزمة الإنسانية والحرب في اليمن وما حدث من صراع مع قطر، صارت هناك منهجية للتعامل مع الأشياء وصلت ذروتها الآن في التعامل مع لبنان”.
من جهته رد الحريري في تغريدة له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، على التصريحات الألمانية موجهاً كلامه بالإنجليزية إلى غابرييل: “القول إنه تم احتجازي في السعودية وإنني ممنوع من المغادرة مجرد كذبة وأنا الآن في طريقي إلى المطار سيد زيغمار غابرييل”.
هذا ووصل رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، صباح اليوم السبت، العاصمة الفرنسية باريس قادما من السعودية، حيث يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأفاد بيان لمكتب الحريري الإعلامي، أنه “تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وصل الرئيس سعد الحريري وعقيلته السيدة لارا صباح اليوم باريس، قادمان من الرياض”.
وأضاف البيان أن الرئيس ماكرون سيستقبل الحريري ظهر اليوم في قصر الإليزيه بباريس، ثم يقيم مأدبة غداء على شرفه بحضور عقيلته ونجله البكر “حسام”.
وقالت مصادر مقربة من الحريري للأناضول، أن “أبناء الحريري عبد العزيز ولولوة، بقيا في الرياض بسبب تحضيرهم للامتحانات المدرسية”.
ولفتت المصادر ذاتها، أن مدير مكتبه، نادر الحريري، ووزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، موجودان في باريس وسيلتقيان رئيس الحكومة الحريري.
وأمس الجمعة، أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيستقبل الحريري، السبت بصفته “رئيسا لوزراء لبنان”.
ووصل موكب رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل برفقة زوجته إلى منزله في باريس بعد مغادرته مطار “لوبورجيه”، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وكان الحريري قد أمضى 15 يومًا في العاصمة السعودية الرياض، حيث أعلن عبر خطاب متلفز استقالته منها في الرابع من نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، وقال فيه إنه يعتقد بوجود مخطط لاغتياله.
وأرجع الرجل قرار استقالته إلى “مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه”.
وآنذاك صرّح الرئيس اللبناني ميشال عون، إنه لن يقبل استقالة الحريري حتى يعود إلى لبنان ليفسر موقفه.