سياسة

القوات الفرنسية تحاصر المشتبه بتنفيذهما هجوم باريس

تحاصر القوات الفرنسية اليوم الجمعة المشتبه بتنفيذهما الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، اللذين يحتجزان رهينة في منشأة صناعية شمال العاصمة باريس.

السلطات تأكدت أن الشقيقين شريف وسعيد كواشي يحتجزان رهينة في بلدة دامارتان غويل، وأشار المراسل إلى أن الرهينة هو واحد من خمسة موظفين في المؤسسة المتخصصة في الطباعة والأشغال العامة. كما أن البلدة محاصرة برا وجوا من قبل قوات الأمن التي أمرت السكان بعدم الخروج من منازلهم وإغلاق نوافذهم.

وقال إن الرئيس فرنسوا هولاند انتقل إلى مقر غرفة العمليات بوزارة الداخلية من أجل متابعة العملية، بينما طالب وزير الخارجية برنارد كازانوف أن تتم العملية بأقل الخسائر، ودعا إلى تجنب إراقة مزيد من الدماء.

وتسببت الملاحقة الأمنية للشقيقين كواشي في إغلاق المدرج الجنوبي لمطار شارل ديغول القريب من المنطقة، وتم تحويل الطائرات إلى المدرج الشمالي، وهو ما تسبب في حالة ارتباك بحركة الطيران.

وأسفرت عمليات الملاحقة التي بدأتها قوات الأمن في أعقاب هجوم الأربعاء الذي أوقع 12 قتيلا، عن وضع تسعة أشخاص من أوساط المشتبه بهما قيد الحجز الاحتياطي، وفقا لما أعلنه وزير الداخلية الفرنسي.

سوابق الشقيقين

وكان حكم بالسجن ثلاث سنوات قد صدر بحق شريف كواشي عام 2008 بعد إدانته بإرسال عناصر للقتال في صفوف تنظيم القاعدة بالعراق، أما شقيقه سعيد فلم توجه له أي اتهامات من قبل، ولكنه يخضع لرقابة السلطات.

وقالت مصادر أميركية وأوروبية إن سعيد كواشي زار اليمن في 2011 للتدرب مع مسلحين من تنظيم القاعدة.

وقالت المصادر إنه وبعد أن عاد سعيد إلى فرنسا من اليمن بدا أن الشقيقين تجنبا أي أنشطة ربما تجتذب اهتمام أجهزة الأمن والمخابرات الفرنسية، وأوضحت أنه في الأشهر السابقة على هجوم الأربعاء لم تكن وكالات مكافحة “الإرهاب” الفرنسية تعتبر الرجلين هدفين لهما أولوية.

وذكرت مصادر أميركية أن سعيد كواشي وشقيقه شريف أدرجا منذ سنوات في اثنتين من قواعد البيانات الأمنية الأميركية، وهما قاعدة بيانات شديدة السرية لمكافحة “الإرهاب” تحتوي على معلومات بشأن 1.2 مليون مشتبه به محتمل، والثانية قائمة أصغر كثيرا لحظر الطيران.

من جانب آخر، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قوله إنه تم تحديد هوية المشتبه بتنفيذه هجوما مسلحا أودى بشرطية أمس الخميس، وقالت إن السلطات اعتقلت اثنين من أقاربه.

توضيحات فالس
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء مانويل فالس أن فرنسا تخوض حاليا حربا على الإرهاب وليست ضد أي ديانة، وأكد أن هنالك حاجة لاتخاذ مزيد من الإجراءات للتصدي للتهديدات التي تواجه فرنسا.

وكثّف هولاند مباحثاته مع القادة السياسيين في أعقاب هجوم الأربعاء الذي يعد الأكثر دموية بفرنسا منذ نحو أربعين سنة.

واستقبل الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه سلفه ومنافسه اليميني السابق نيكولا ساركوزي الذي قال بعد اللقاء “إنها حرب معلنة على الحضارة، والحضارة عليها مسؤولية الدفاع عن نفسها”.

وسيستقبل الرئيس الاشتراكي اليوم الجمعة زعيمة الجبهة الوطنية (يمين متطرف) مارين لوبن وزعماء أحزاب سياسية أخرى.

ويأتي ذلك في ظل مظاهرات عمت أرجاء فرنسا تنديدا بالهجوم الذي كان من بين ضحاياه عدد من أبرز رسامي الكاريكاتير بفرنسا، ومن المتوقع أن يخرج عدد من مسلمي فرنسا في مظاهرات عقب صلاة الجمعة للتعبير عن رفضهم الهجوم واستنكاره.

وأعلن الكاتب في شارلي إيبدو باتريك بيلو الخميس أن الصحيفة الساخرة ستصدر الأربعاء المقبل كالمعتاد رغم الاعتداء، وقال بيلو لوكالة الصحافة الفرنسية “سنستمر في العمل، كلنا متفقون على ذلك”، وأعلن محامي شارلي إيبدو أن الصحيفة ستصدر الأربعاء المقبل مليون عدد بدلا من ستين ألفا.

وكالات – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى