سياسة

الشرق الأوسط: المعارضة السورية تجتمع في القاهرة 22 الشهر الجاري تحت مظلة الخارجية المصرية والجامعة العربية

كشف أمين سر هيئة التنسيق الوطنية السورية ماجد حبو، أنّه تقرر عقد مؤتمر القاهرة لقوى المعارضة في 22 من الشهر الحالي، لافتا إلى أن الدعوة مفتوحة لكل أطياف المعارضة ومذكرا بأن الهيئة هي التي كانت قد دعت للقاء تشاوري مماثل قبل 6 أشهر، وتبنى الائتلاف هذه الدعوة أخيرا. واعتبر حبو في تصريح لـ”الشرق الأوسط” أن التصريحات الأخيرة التي أطلقها رئيس الائتلاف “لا تساهم بالتوصل لتوافقات حول حل سياسي للأزمة”، مشيرا إلى أنّه “وضع شروطا بما يتعلق بمسألة التفاوض (التي تحتاج لمؤتمر وطني عام)، تعيق المسار السياسي”. وقال: “نتائج الانتخابات الأخيرة للائتلاف تعكس تشددا إقليميا – دوليا، إن كان من خلال شخص رئيس الائتلاف أو الهيئة السياسية”.

ورأى حبو أن الائتلاف بتشكيلته الحالية “يشكل رافعة لمشاريع قطرية – تركية – فرنسية”. وأضاف: “أما الورقة التي تضم 6 نقاط والتي تحقق توافق أولي حولها مع الائتلاف في وقت سابق، فلا تزال قائمة، ونحن نطمح لتوقيع الائتلاف عليها في اللقاء المرتقب في القاهرة وألا تحمل مسؤولية الإخفاق بالتوصل لرؤية موحدة لقوى المعارضة تتقدم بها إلى المحافل الدولية”.

وأردفت صحيفة الشرق الاوسط بالقول: “يبدو أن قوى المعارضة السورية حزمت أمرها للمشاركة بلقاء موسّع يعقد في العاصمة المصرية في 22 من الشهر الجاري بمسعى لبلورة رؤية موحدة لحل سياسي للأزمة السورية. وفيما أصدر الائتلاف السوري المعارض قرارا نهائيا لجهة رفضه المشاركة بمؤتمر موسكو المزمع عقده بين 26 و29 يناير (كانون الثاني)، لا تزال هيئة التنسيق تنتظر مدّها بضمانات معينة لإعطاء جواب نهائي على الدعوات التي تلقتها من روسيا”.

وتابعت الصحيفة: “يؤكد أعضاء الائتلاف أن اجتماع القاهرة المرتقب غير مرتبط على الإطلاق بمؤتمر موسكو، في وقت يبدو فيه أعضاء هيئة التنسيق غير متحمسين للتشكيلة الجديدة التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة للائتلاف وللمواقف الأخيرة التي أطلقها رئيسه خالد خوجة، معتبرين أنّه وضع شروطا تعيق العملية السياسية”.

وأكّد حبّو أن هيئة التنسيق لم تحسم بعد موضوع مشاركتها في مؤتمر موسكو، لافتا إلى مطالب تنظيمية – إجرائية تقدمت بها الهيئة إلى المنظمين ليتم توجيه الدعوات لأطراف سياسية، وقال: «كما أننا طالبنا بضمانات دولية لنجاح المؤتمر.. فنحن في النهاية لا نسعى لترف المغامرة بالحل السياسي».

ونفى رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة في مؤتمر صحافي عقده مطلع الأسبوع بعد انتخابه خلفا للرئيس السابق هادي البحرة، أن تكون هناك أي مبادرات روسيّة أو مصرية لحل الأزمة السورية، لافتا إلى أنه و«بحسب ما تدعو موسكو، فالمطلوب هو حوار مع النظام، وهذا غير وارد بالنسبة إلينا»، مشددا على أنّه «لا يمكن الجلوس مع النظام إلى طاولة واحدة سوى في إطار عملية تفاوضية تحقق انتقالا سلميا للسلطة وتشكيلا لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة».

وقد كثف الائتلاف وقوى المعارضة الأخرى وخصوصا هيئة التنسيق، اجتماعاتهم أخيرا وبدأ الحديث عن تفاهم بينهم على «رؤية واضحة للحل وخريطة طريق تحت مظلة (جنيف) تتحدث عن هيئة انتقالية، وتوكل إلى المجتمع الدولي مهمة طرد الكتائب المتطرفة من سوريا، التي تقاتل إلى جانب المعارضة والنظام على حد سواء».
وشدّد عضو الائتلاف السوري بدر جاموس على أنه لا ارتباط على الإطلاق برفض الائتلاف المشاركة باجتماع موسكو وبمشاركته بلقاء قوى المعارضة في القاهرة، لافتا إلى أن كل الجهود تنصب حاليا على محاولة بلورة رؤية موحدة لآلية الحل السياسي: «فتكون لنا كقوى معارضة كلمة وورقة واحدة وواضحة نعرضها في أي مؤتمر نشارك فيه».

وأكّد جاموس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الائتلاف لم يشترط يوما رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قبل خوض أي مفاوضات، وأضاف: «ما نشترطه أن تفضي أي مفاوضات لرحيله». وأوضح قاسم الخطيب، ممثل الائتلاف في القاهرة، أنّه تم أخيرا تشكيل لجنة تحضيرية للقاء قوى المعارضة في القاهرة، المتوقع إتمامه في 22 من الشهر الجاري في الذكرى السنوية الأولى لمؤتمر جنيف 2. لافتا إلى أن هذا اللقاء سيتم تحت مظلة الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية.

وأشار الخطيب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المطلوب من اللقاء الخروج بوثيقة سياسية وخارطة طريق تتوافق عليها كل أطياف المعارضة. وأضاف: «أما موقفنا من عدم المشاركة في مؤتمر موسكو فنهائي، ويبدو أن أعضاء هيئة التنسيق جادون أيضا في عدم الذهاب». وأكدت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان، أن سوريا وافقت على حضور اجتماع موسكو للتحدث عن أسس لمؤتمر حوار سوري سوري، مشيرة إلى أن ما سيحدث هو لقاء تشاوري تمهيدي يجلس بموجبه الجميع، أي الدولة والمعارضة، حول طاولة مستديرة ليتشاوروا ويتحدثوا عن الأسس التي يجب أن يعقد مؤتمر للحوار وفقها.

وقالت شعبان في حديث تلفزيوني إن المطروح هو «حوار بين من يمثل الحكومة والشعب ومن يمثل المعارضة في موسكو»، مشيرة إلى أن هناك أملا موجودا أكثر مما كان عليه في جنيف.

الشرق الأوسط – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى