سياسة

“سلمان العودة” ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينتقدون المشاركة في مظاهرة باريس

انتقادات لاذعة وصلت إلى حد الإفتاء بعدم جواز المشاركة في مسيرة باريس، من قيادات إسلامية رفيعة ونشطاء، كونها “مسيرة تلصق الارهاب بالمسلمين، ورفعت فيها صور تسيء للإسلام والمسلمين”.

في الوقت الذي احتفى النشطاء بموقف المغرب، بعدم المشاركة في المسيرة.

وتقدم الرئيس الفرنسي، ممثلين عن 50 دولة في مسيرة “الجمهورية”، أمس الأحد بباريس، رفضًا للأعمال الإرهابية التي طالت بلاده مؤخرًا فضلا عن التأكيد على “الحرية والديمقراطية ضد الإرهاب”، من بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفلسطيني “محمود عباس”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، وملك الأردن عبد الله الثاني وقرينته، وغيرهم.

علي القره داغي الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين (غير حكومي مقره في قطر)، انتقد صمت المشاركين في مسيرة باريس عن مقتل الملايين في الشام والعراق.

وقال في تغريدة له عبر (تويتر): “رؤساء دول عربية وأجنبية يجتمعون في باريس لإدانة حادثة “شارلي إيبدو”، وفي سوريا والعراق يُقتل يوميًّا أضعاف ضحايا الحادثة”، مضيفًا: “هذه قيمة دمائهم ودمائنا”.

وتابع: “كل دولة بالعالم تُسَعِّر قيمة لمواطنيها وقيمة لدمائهم، فبالغرب سَعَّرُوا دماء مواطنيهم بأغلى الثمن، أما ببعض بلادنا فجعلوها بلا أدنى قيمة”.

انتقد القره داغي المسيرة، قائلا: “نتنياهو في مسيرة باريس ضد الإرهاب، ويداه القذرتان ما زالتا تقطران بدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا في فلسطين.. بئس المسيرة”.

وشنت إسرائيل في السابع من يوليو/ تموز الماضي، حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.

الداعية السعودي سلمان العودة، أفتي بعدم جواز المشاركة في مسيرة باريس أمس، وقال في تغريدة له عبر (تويتر): “لا يجوز لمسلم أن يشارك في مسيرة ترفع فيها الصور المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، ويتوسطها الصهاينة (يقصد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) قتلة الأطفال والنساء”.

أما عزام التميمي، أحد قيادات الإخوان المسلمين المقيمين بلندن، فقال في تغريدة له عبر (تويتر): “أُريد لمظاهرة باريس أن تكون استعراضاً للوحدة والقوة والتضامن والتحدي”، مضيفا: “لكنها مظاهرة لا مكان فيها لا للحقيقة ولا للصدق ولا للنزاهة”.

الكاتب الصحفي القطري فيصل بن جاسم آل ثاني، وصف مسيرة باريس بأنها “جمعت أكبر عدد من إرهابيي العالم لتشييع جنازة الضمير والعقل”.

وفي تغريدات له عبر (تويتر)، كتب: “بمسيرتها المناهضة للإرهاب تجمع فرنسا أكبر عدد من الإرهابيين في العالم لتشييع جنازة الضمير والعقل والمنطق والقيم الإنسانية بشهادة أطفال سوريا”.

وأضاف أن عددا من الصحفيين قتلوا فأصبحت قضية عالمية، وشعب كامل ببورما يستباحون، بسوريا يضرب بالكيماوي والصواريخ، وبالعراق وفلسطين يُباد أمر عادي.. “عالم ظالم ومنافق”.

وتساءل: “من قتل مليون شهيد جزائري وعذب واغتصب الرجال والنساء؟ من ضرب بالقنبلة النووية وحرق البشر وأباد ملايين الهنود الحمر؟.. أخبرونا يا أعداء الاٍرهاب؟”

وتحت هاشتاغ “مسيرة فرنسا”، انتقد نشطاء على (تويتر) المسيرة، وتقدم نتنياهو للصفوف الأولى بها، حيث قال ناشط يدعى غزوان المصري (فلسطيني): “نتنياهو يتصدر مسيرة باريس ضد قتل الصحفيين، ودم الصحفيين الـ17 الذين قتلهم في 2014 لم يجف بعد”، في إشارة إلى الصحفيين الذين قتلوا في حرب غزة الأخيرة.

فيما كتب ناشط يدعى علي صيام (فلسطيني): “محمود عباس (الرئيس الفلسطيني) مع الصهيوني نتنياهو يشارك في مسيرة مع 50 زعيم عالمي تنديدا بمقتل 12 صحفيا، ولم يزر غزة بعد 3 حروب عليها”.

وأظهرت صور المسيرة التي بثتها وسائل إعلام عديدة عباس على بعد أمتار قليلة من نتنياهو.

كتب الإعلامي فيصل القاسم (سوري): “محمود عباس منع الناس من التظاهر تضامناً مع ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة، لكنه ذهب اليوم الى باريس مع زميله نتنياهو ليتظاهر ضد الارهاب.. هزلت”.

فيما كتبت ناشطة تدعي بدور العسبلي (سعودية) ساخرة: “اتفق القادة على أن تكون المسيرة القادمة مسيرة تضامنية مع بشار الأسد الرجل النبيل الذي يقاتل الإرهابيين”.

كما كتبت ناشطة تدعى فاطمة السيد عبر (تويتر): “إرهاب شارلي إيبدو جمع 50 رئيس دولة وحكومة في مسيرة منددة بالإرهاب في باريس.. أما الإرهاب الذي وقع في رابعة ومدن مصر فلم يجمع إلا الأحرار”.

وفضت قوات الأمن المصرية، اعتصامي أنصار الرئيسالمعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة في 14 أغسطس / آب 2013، مخلفا قتلى ومصابين.

في الوقت نفسه، احتفى نشطاء بموقف المغرب من عدم المشاركة في المسيرة، بسبب رفع رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

وقال بيان عن لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية أمس، إن “الوفد المغربي لم يشارك في المسيرة المنظمة بباريس بسبب رفع رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد”.

وكتبت ناشطة تدعى ندا أحمد (مصرية): “الرباط تحرج العرب.. حين يستمد الحاكم قوته من شعبه.. شكرا ملك المغرب”.

وكان 12 شخصًا قتلوا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، الأربعاء الماضي، في هجوم استهدف مقر صحيفة “شارلي إيبدو”، الأسبوعية الساخرة في باريس، أعقبه هجمات أخرى أودت بحياة 5، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية، أمس، إن أكثر من 3 ملايين شخص شاركوا في “مسيرة الجمهورية”، بكافة أنحاء فرنسا، حيث أنها “أحصت ما لا يقل عن 2 مليون شخص في المظاهرات التي عمت مختلف المدن الفرنسية فيما سجلت تظاهرة باريس وحدها ما بين 1.2 و1.6 مليون متظاهر”.

قسم الاخبار – وطن اف ام 

زر الذهاب إلى الأعلى